البارت 29
'
|أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا
إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا|
'
مسحت على وجهها وعنقها بالماء الباردّ ، ما تقدر تكتمّ بداخلها اكثر مِن كذا ، لها كم يوم تضحك وتبتسم وتظهر للي حوليها أنها بخير وهي تحترق بداخلها بهدوء ، ما عاد قدرت تكتمّ أكثر ، تحس الشوق فاق قُدرتها ، نظراتّه وأبتسامّته ضحكته ، وفوق هذا غزله و صيعانه معاها كأنه مُراهِق صغير لا صار معها ، عود الغير و المُختلف دائماً ، عضتّ على شفّتها بألمّ الى أن خالط لُعابّها الدمّ !
نزلت رأسها ومسحت على وجهها بالماء ورسمّت على شفاتّها أبتسامّه وجففت وجهها وحطت مُرطب وحطت مسكره بدل اللي ذابّت نتيجة دموعها الحَاره وطلعت لهم بأبتسامّه على شفاتّها .
قعدت وهي تشوف ساريه تدخل بـ العشاء عليهم : سموا بالله وتعشوا بروح أعطي عابّر عشاه وأجي لمكم .
وطلعت وأخذت الصحن حقه و وقفت عند الباب وطقته بخفيف : عابّر عشاك ؟
وفتحت الباب وطلعت له الصحن : امسك .
مسّك الصحن وتعمد يمّسك يدها معه لكن هي بسرعه فلتت يدها من يده وأغلقت الباب !
ناظرت يدها ونفضتها بغضب و قرف ، مشت وغسلت يدها ورجعت لهم وهي مكشره مِن حركته !
-
غمّض عَينه بندم ، كيف حست و الواضح انها عارفه كِل شعور يشعره تجاه عَربّ وتجاهها ، لهدرجة ما يقدر يكتّم بداخله ويخبي ، الواضح أن ساريه كرهته بسبب مشاعره وافكاره وقلبه اللي كِلها تدور حول عَربّ كِل شيء عَربّ ، حتى أسمّها لا انطرا أمامّه يفّز كِله وهذا الشيء ما كان يغيب عن ساريه ، لما يحكون عنها يضل مستمع معهم ومركز وأبتسامّته ما عمرها انمحت في شيء يخصها ماغابّ عن ساريه ، و بيتّها اللي كِل مره يمّرون مِن عنده يضل متنح فيه ينتظرها تطلع بأبتسامّتها الجمّيلة ماغابّ عن ساريه ، ولما رجعت للقريه بعد فتره طويله مِن الغياب اللي ارعبّهم واللي خلاهم جاهلين حالها فرحّ وركض كأنه طفل يبشرهم والبسمّه والفرحه اللي بـ عُيونه كأنه شايف أمه وأبوه ما فاتّتها أبداً ، كِل مره تجي عَربّ كان حاله يوضح وبالأخص لـ ساريّه اللي مِن صدمّتها وألمها صارت تحس بـ كُره فضيع لـ حُب طفولتها ومُراهتها وحياتها ، صارت تشمئز مِنه كيف أنه خذاها وهو ممتلئ بصاحبّتها الأعز لقلبها ، كيف خلاها تحسّ بشعور النقص !
'
|يبدو كمن يحتَسي في صمتِهِ قلقَه
هل يشتكي جُرحَهُ أم يشتكي أرقَه؟|
'
حاول يتلاشى كِل شيء حاول بكّل مره ينساها ويتعايش مع ساريه بس بكل مره يجي طاريها أمامّه ويحن قلبه ويضحك لها من جديد ، ساريه كانت تعذيب وتأنيب له ، كِل مره يشوفها يحترق قلبه عليها ، يدري أنها تحبّه ومتعلقه فيه مِن وهي صغيره ، كانت تغمّره بالأهتمام كان يحس أنه ملك معاها ، كأنه طفلها المُدلل كِل اللي يحبّه أمامّه كِل شيء على ما يرضى ويحبّ ، ماكان يقدّر يقربّ مِنها أو يكلمها ويقعد معاها ، يحس بأنه يخون قلبه وشعوره ، وفكره وعقله كِلها بصف ساريه وبكل مره مع ساريه ، لكن هو كان يتبّع عَربّ " قلبّه " حاول وتغير وصار يحاول يتقربّ مِنها لكن بعد ماعرفتّ وكرهتّه بعد ما صارت تقرف وتشمئز مِنه ، هو يحبّها ماعُمره كرها ، هي حُب طفولته وصديقته الصغيره اللي كانت تدللّه وتدلعه دائماً ، الى أن كسر أشياء كثيره بداخلها ، حُبّ ، طفوله ، أمل ، وحياة أنهاها وثقه أفناها !
-
قعدت بجانبّه حرير وناظرها بأبتسامّه مِن باسته : وشلونك ؟ ما أشوفك صرت تجي عندنا !
ناظرها عود : الحمدلله ، وأنتِ يا ضي العَين ؟
أبتسمّت حرير : دام انت بخير فأنا بخير دائماً .
أبتسم لها و مسح على ظهرها بخفيف : دائمه يارب يا عَين أخوك.
عضت على شفّتها بحزن على حالته فعلاً كان زي الضائع والتائه أمامها ، كان غير غير ، عود مُختلف تماماً ، ما كأنه عود المعروف والسابّق ، كأن روح جديده أنتزعت روحه وسكنت مكانها ، أختلف وصار غير ، حزين ، وتائه ، سارح دائماً ، أبتسامتّه ما تضل على وجهه اكثر مِن دقيقه ، عُيونه مليئه بالحَزن والكسر ، همست لنفسها : ياليت ترجع حياتّك لِك "عَربّ " ياليّت الدنيا تاخذ مِن فرحتي وتعطيك ياعود ، مالي حياة دام أنت كذا ، لو أهدم حياتي بكُبرها لأجلّك !
ناظرّت جوالها ولمّعت فكرتها أكثر ، ماقدّرت تطفي هالفكرة و مسكته ورجعت للخلف بهدوء وفتحت على الرقم اللي وأخيراً قدرت تسجله عندها وبدّت تكتبّ وعَينها تروح وترجع لعود !
أرسلتّ الرساله اللي فعلاً كانت صدمّه للطرف الأخر !.
أنت تقرأ
فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِ
Romanceللكاتبة/ الثُرَيا