البارت 28
'
|عِجافُ الأيام يعقُبها يوم الغَوْثِ وإن طالت|
'
رفعت حاجبّها بأبتسامّه : حُب العُيون صحيح زي مايقولون !
نزلت رأسها لوهله مِن مر طيف ربيع أمامها.
قال عنان : خليت وحده مِن خواتي تزور المقهى كل فتره وتطمني عليها بما اني هنا ، و عرفت انها سألت عني .
ضحكت حرير : ابتسامتّك ونظراتك هالفتره مو عبث !
أبتسم : تدرين حرير ، أحس ودي أنهي كِل شخص يأذيها ، او بشكل عام يأذي أثنى ماتقدر تدافع عن نفسها ، في كثير بنات اقوياء ما يسكتون عن حقهم وهذا شيء جداً حلو ، بس الضعيفات اللي ما اقدر تواجه وتوقف اللي تمر فيه مِن أذى أحس ودي اساعدهُم ، ما أحس انه ممكن تقضي حياتها الباقيه بخير بدون ما تتأذى نفسياً باللي صار لها حتى لو مَر ، بيبقى مُخلد بذاكرتها وبتبقى بداخلها فكرة عن الجنس الاخر ما تتغير ابد ، عشان كذا أبي أحمي البتيل ، ابيل اشيلها مِن برد القاع وأحطها بداخل عُيوني ، أتقطع بداخلي كِل ماتمر فكرة انها تتأذى الأن !
ناظرته حرير بغبنه : مِن اللي يأذيها عنان ؟ وشلون تسكت كذا !
هز رأسه : زوج أمها ، وهالشيء مأذيني ، والأدهى أن امها ما تدري واذا حاولة تتكلم تتهمها أنها بأنها مرسوله مِن أبوها عشان تفرق بينها وبين زوجها ، اللي غابّني أن الاثار واضحه بس الفكّر عقيم !
عصت على شفتها بغبنع : ما اقدر اتكلم واعلق لان فعلاً الموضوع يغبن ، بس دام البنت ما عمرها كلمتك وش عرفك بـ ذا كله ؟
أبتسم : كانت تشكي لي بس كأنها تكلم صاحبتها وانا ادري ان الخط مافيه أحد بس كانت تتكلمّ بشكل سريع وبربكه ومِن هنا عرفت انها تشكي همها لي بطريقه غير مُباشره !
أبتسمّت : حرير الله يكتب لكم الخير ، والله يفرح قلبك يا عنان ويسعدك سعاده ابديه لو ياخذون من سعادتي لأجلك .
باس رأسها وقال : ويخليك لي ياعُيون أخوك أنتِ .
حضنته حرير بأبتسامّه ، عنان الأحن والأرق مِن عرفت نفسها ماعمرها شافت منه قسوه ابداً .'
|يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما
حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما|
'
نزلت نظرها لجوالها اللي وصل له أشعار من الرسائل النصيه ، عقدت حاجبّها ماهي تستخدم الرسائل النصيه ابداً ، فتحت جوالها على الرساله وعقدت حاجبّها زياده !
وقفت وقالت : انا بروح غرفتي عنان اذا ابي شيء اتصل ، وغمزت له وطلعت لفوق .
فتخت الرساله وقرتها :
[ السلام عليكم حرير ، أخبارك ؟ معك ربيع اذا جهلتي الرقم ، انا حاب اتكلم معك بخصوص الموضوع اللي كلمتك عنه قبل فتره ، أكيد ذاكره ، أنا ما أبي أتراجع او أبطل هالفكرة ابداً ، لان أنا فعلياً منتهي ومستحيل أشيل هالفكرة مِن رأسي ، أبيك لي حلال على سنة الله و رسوله ، لكن تعرفين الظروف الحاصله ، مهما صاركل شيء قسمة ونصيب ولا تظنين اني بتراجع ابداً ، بس أبي اثبت هالفكرة واخليك تراجعين قرارك ، و اتمنى تقررين وتعطيني خبر قبل أتقدم ، وصدقيني لو مهما حصل بتكونين لي أنا بس وما بيتبع أسمك غير ربيع وبعده تنتهي كِل الاسماء ، وبأمان الله ، انتبهي لك زين .]
أبتسمّت وهي تذكر اخر موقف قابلته فيه لما اعترف لها ، كانت فعلاً مصدومه ومذهوله كانت تعده اخ زي عود ومالِك بس فجاءه تبدلت صورته مِن داخلها ما تدري كيف صارت تصبح وتمسي وهو معاها بذاكرتها ، يمكن ما كانت تناظره قبل او حتى تفكر مجرد تفكير فيه كان زي اي شخص تعرفه بس بعيد !
هزت رأسها و قررت ترد عليه رغم زوال جمّيع الاحرف والردود مِن ذاكرتها !
[ما أقدر ارد لك واعطيك جواب صريح الأن ، لكن فعلاً كنت أظن بأنك تراجعت بسبب اللي حصل ، بس اثبت لي عكس ذلك تماماً ، ما اقدر اقول غير الله يكتب اللي فيه الخير لنا جميعاً ، وبأذن الله ارد لك قريب .]
أبتسمّت ونزلت جوالها لكن ما أمداها ألا لفت على صوت الاشعار ، سحبت الجوال وأبتسمّت [ بأذن الله يتمّ كل شيء على ما نحب.]
نزلت جوالها وكملت اشغالها.
-
انتبهت لنظرات اختها لعيالها وأبتسمّت : ليش ما تلمينهم مع بعض؟ ليش فرقتي بينهم كلهم رجعي عيالك ولفيهم حوليك ، راح العمر ما تبقى الا اللي كاتبه ربي يا ذِهال ، لاخوف ولا حرص بيمنع وقوع الشيء دام ربي كاتبه ، عود ما بيكون شر واذا بعدتيه عنها بيروح ؟ يمكن الشر بعده عنها ؟ حروف اللي شتتيتها وشتتي اخوانها ، لجأت لشخص مِن انخلقت ما نظرته بسببك وبسبب تعاملك ! لاطحتى هناك وخذلتك عكازتك ما بيمسك يدك ويسندك غير ربيع وخواته ، لا تحسبين قوتك بتدوم لك لا ابد .
ناظرتها ذِهال بسبب كلامها وسكتت ما حبت تجاوب وترد عليها ابداً .
أنت تقرأ
فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِ
Romanceللكاتبة/ الثُرَيا