11

214 3 0
                                    

البارت 11

'
ماشكلُ خاتمةِ الهوى إنْ كان هذا أولك؟.|
'

أبتسمّت عَربّ : تعرفت على عائلته وحبيتهُم وهُم حبوني ، صرنا أهل ، الى أن جاء اليوم اللي قَدر الله فيه ومَاتّ أخو وِتاد رحمّة الله عليه ، وقتّها كِلما زعلنا وأنكسرنا ، مر شهرين وكَانت حالتهم صعبه جداً ، قدرت أواسي وِتاد وأسلبه عَن فقدان أخوه ، الى أن مرت خمس أشهر وجاني أتصال مِن أم وِتاد تعزيمّني للعشاء ، لبست وكشخت و رِحتّ لهم ، دخلت عليهم وكَانتّ أنطارهُم علي ، أستغربّت قِلتّ يمّكن عشانهم مايعرفوني ، دخلت وسلمّت عليهم وقعدت معاهّم الى أن جَاء وقت العشاء وقامّت أم وِتاد ونشرتّ مقتلي بينهم ، قالت بكِل برود وفرحة "حياكّم الله على عشاء مُلكّة وِتادّ على نجود ،أرمّلة أخوة وأم ولد أخوة الصغير "تيم" وقتها ماكِنت بوعيي كِنت أناظرهّم وأناظّر أم وِتاد بصدمّه كنت أتمنى تكذبّ وتنهي كلامها بـ أمزح أو أي شيء يكَذبّ الكلامّ اللي نطقتّ فيه ، طلعتّ مِن بيتهُم وكَانتّ أخر مره شفتهمّ فينا كَانت قبّل خمسّ سنوات ، أنكسرتّ كثير ، كنت للحيني تحت تأثير موت أبوي والحَادث كِنت للحيني أحاول اتأقلم على عَـ .... سكتت وكمّلت ، زادت نفسيتي سوء فوق السوء ، كنت أنتظر تبرير او حتى أعتذار
بس كَان الصدّ أول شيء واجهني ، عشت لين قبل ساعه وأنا مجروحه ومتألمّه وبكِل ثانيه أفكر فيه وفي ألمّه وفي شوقي لَه الى أن واجهته وأختفى كِل الشعُور ، صرت كـ غيمّه خَفيفه صافيه مِن جمّيع هُمومّها وأفكارها ، صرتّ بدونّه ، حتى بثانيتين كتبت قصيدة مِن فرحتي!.
ناظرها بهدوء وقَال : كمّلي لي ، أحاول اتأقلم على ، أيش ؟.
ناظرتّه عَربّ : هالشيء ما يعرف فيه أحد غير الدكتور اللي عَالجني"وِتاد" ، عود بأمانتك مايعرف بهالشيء غيرك ، حتى ربيع ، هالشيء مِن ٩سنوات وأنا محتفظه فيه وما أحد يعرف فيه ما أبي الشفقه والحُزن والرحمّه مِن أحد .
مسّك يدها مِن أرتجفت : قولي !.
ناظرت يده وناظرته وقالتّ بـ بحه حزينّه : أنا عايشه بـ عَين وحده ، أنا عـمـيـاء يا عـود .
غمّضت عينها وقت ماتكرر هالمشهد أمامها :
دخل عليها الدكتور وهو مبتسمّ ، داهمته بـ نظراتّها وهي تبكي وحاطه يدها على عِينها اليُمنى وتصيح : ليش عُيوني هذي مّظلمّه ليش ما تشوف شيء ليش ! انا عمياء الحين !.
صرخة بقوة وهي تضرب على عينها بقوه وتصيح بأعلى صوتها والدكتور "وتاد" ماسكها ويهديها ويحاول يشرح لها لكنها مو راضيه وتصرخ وتضرب عينها بقوه مِن الألم والقهر بأنها فقدتّ أحدى حبيبتاها!.
"الحدث جاء أيضاً بـ بارت " سته وستون" ".
'
صَريعٌ مِنَ الحُبِّ المُبَرِّحِ والهوى
‏وَأَيُّ فَتىً من عِلَّةِ الحُبِّ يَسلَمُ؟.|

'

ناظرته وعينها تدمّع : صَح مره تحطمّت ، بس لما تذكرت وعد الله لـ نبيه صلَ الله عَليه وسلمّ "إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ فَصبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ ".
صبّرت وخبيت هالشيء وأحتسبت الأجر ، لأن كِل ما أختارهُ الله خير لي.
تنهد عود وقال وهو يشد على يدها : ونعمّ بالله ، أعتذّر مِنّك يا السمّراء ، مِن شفتّك تكلمينه عند الباب وأنا غير ماني عَارف وش بلاني.
كمّل : الله يرحمّ أبوك ، وتذكري أن أنتِ ماكنتِ ألا سبب ، ولا الله كَان كَاتبّ هالشيء وكَان بيصير كنتِ موجوده أو لا .
أبتسمّت له عَربّ وقالتّ وهي تشدّ على يده : عود شكراً لِك ، شكراً لوجودّك بحياتي .
أبتسمّ عود وقال وهو يغير السالفّه : وش القصيدة اللي كتبتيها ؟ ترى أنتظر تقولينها بس ماقلتيها !.
ضحكت عَربّ وقالت : بس ترى الكلمات معفوسه يعني مو مرتبه تو ألفتها "حقيقي مره معفوسه" !.
أبتسمّ عود : مالي شغّل قوليها يلا !.
ضحكت وقالتّ : أبشر.
وقالت وهي مغيره نبرتها ومنعمّه صوتها زياده عن اللزوم عشان ما يلاحظ :
دعني
أترك يدي !.
أتركني قمراً دون شمسٍ تضويه
أتركني بحراً دون موجٍ يحُيه
أتركني زهراً دون ماءِ يرويه
أتركني حُباً دون طَرفٍ أخر يكمّله
أتركني شعراً دون قافيتاً تُتّمّمه
أتركني أرضاً دون زرعاً يحُييه
أتركني شوقاً دون لقاء يرويه
أتركني حبيباً دون حبيب يهواه
أتركني عينناً دون هَدبٍ يحمّيه
أتركني ودعني عَرباً حُره دون وتدٍ يقيدهَ
أصبحتُ دونّكَ عَرباً حُره.
"مِن كِتاباتّي"
أبتسمّ عود وهو يصفّق لها : جمّيلة وجداً ، ماكنت عَارفّ أنِك شاعرة !.
ضحكت عَربّ : أول مره أكتّب ترى ، لأن الحُبّ والمشاعِر تخلقّ الشعور وتصوغه بالحُروف ، وهالشيء ماهو خَاص بشاعر وشاعره ، مو كِل مَن كتّب بيتين صار شاعِر ومو كِل مَن وزن قافيه صار شاعِر ، الشاعِر غيّر ، الشاعِر هو اللي يخدعنا بـ مشاعّره ويتناقّض هو ومشاعّرة بـ بيت واحِد ، لكن يأثر فينا ويجذبنا ، وكلماتّه تلامّس قلوبنا ، وتوصف مابداخِلنا بصدّق ، هذا الشاعِر الحقيقي.
'

فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن