(من أنا )

40 3 2
                                    

(من أنا )

كنتُ جالسة بين الحاضرين ، نتسامر و نتبادل أطراف الحديث كما يحدث في كل إحتشاد و تجمهر و خاطبني أحد الجالسين يسألني بتهكم بعدما رأى مني حصافة لا يملكها أياً من الحاضرين ، يا أنتِ حدثيني من أنتِ ؟...ومن تكونين ؟.....

فرددت عليه كما الآتي لأجيبه هو وجميع المتسائلين : أنا كالشمس في وضح النهار أضئُ كل مكان أطئ فيه و أنثر في إبتسامة ثغري الدفئ والحنين في كل وقت وحين .
فقالوا لي أبهذا الوصف تكتفين لتصفين نفسك بين جميع الموجودين .
فقلت لهم : أنا كالشمس و قت الحضور ، و أنا كالقمر في سماء مظلمة تنير ما حولها بضياء فؤادها و طيب نفسها حين الغروب أنا السنا المنثور .
أنا كالبحر عميقة مهما بلغت مني ومهما عرفت عني لن ولم تبلغ مني ما يكفي عني لتدركني و تعرفني، حينما يقابلني حسود أتجاوزه ،و عندما يهاجمني حقود أتناكبه ، وأما حينما يأتيني فج اللسان بقدح و ذم يزعجني أتلافى وجوده و كأنه رياح مرت كطرفة عين على حنايا أركاني و لم تحرك أو تزحزح أي شئ من مكانه ، فلا آبه لإنسي يحاول هزَّ كياني .
و لا أسمع لرهط رُعُون لا يدركون قيمة الأخلاق بين الناس و في الإيمان .
فلا يدركني سوء و لا يضرني بأس مختال بنفسه من نقص بروحه يعاني .
ولا يشجيني عدو بدناءة ، و لا يترحني صديق بنكرانِ .
فقالوا لي : وماذا بعد الآن ، من أبيك و من أمك و من أخيك ، فأجبتهم : أنا إبنة حكيم في هذا الزمان ،و ابنة كريم على حب العباد ترعرع و على أقصى أنواع الحنان أُنشئ ، عن مبادئ أخلاقه لا يتزعزع .
و أنا إبنة سلطان كلما غاب عن درب ذُكر برزانة قوله و رصانة عقله بين الحضور و السكان .و أنا طفلةُ لملكة أنجبت ثلاثة أخوان، أولهم أميرة تربعت على عرش الحب و الغزل و كثيراً ما تطرب أطنابها بحكايا العشق و الأمل ، و تاليها أمير ليس كمثله إنسان وسيم الخلق رزين القول والفعل هادئ كالبحر وحليم ذو أصل كريم .
أما أخراهم فهو فارس مغوار وسيم المطلع جميل المبسم بداخله بركان كلما مر بجانب شخص أو من مكان أشعله بشرارة حماسه كما النيران .
وماذا أقص لكم أكثر عني مهما رويت لكم لن أصل حد الاكتفاء فأنا شئً إستثنائي في هذا الزمان .
أنا التي مازالت تتأمل بأن القادم أجمل
و أنا دائماً من تبغى لغيرها الأفضل ، أنا التي مهما بلغت قساوة الدنيا معها و فجاجة بعض الأشخاص لا تُذل و لا تتوسل
أنا الذي بتضرعها لرب العباد لا تبخل و لغير مولاها لا تطئ رأسها و لا تُبجل .
أنا القوة التي لا تهزم و أنا الوردة التي لا تذبل
أنا الطفلة التي لن تتبدل ، يشجيها موت عصفور و تطربها زقزقة الطيور .
أنا التي تسعدها ياسمينة من عزيز و تملؤها حبور بطيب عبيرها
المنثور، ومن أنا بعد يا سادة و يا حضور ، و ماذا تريدون مني أن أقول : أنا طفلة ، أنا إبنة، أنا زوجة ، أنا أم ، أنا جنة ، أنا كون ، أنا لون ، أنا وجد ،أنا فجر و أنا كل جميل في هذه الدنا .......

خواطر وعبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن