الممحاة والقلم

18 2 0
                                    


الممحاة والقلم : المقدمة

كل منا بداخله رواية يرويها وحكاية يكون البطل فيها ، لكل منا عبر و آهات نتحفظ  عليها ولا نقصصها على الملأ لكيلا ننهزم ، و ننكسر أمام أحبابنا،و لئلا يتشّمت بنا من يتملقون ودادنا . هكذا دُبج في القلم  و رقّشت تلك الحروف على بياض  الفؤاد ، لا على  صفحات الكتاب  وتلك كانت  مجرد البدايات  ولكن بئساً ففي الآونة الأخيرة من التدوين حذفت  الممحاة جميع المخطوطات ، وهنا ابتدأت التساؤلات ، لماذا.... و ما الذي حصل في زمن   أغبر قد ولى . و ما الذي سيحدث في المستقبل إذا احتلت هواجسي قعر رأسي ترى ما الذي بالوتين قد يحل ....؟! هل أمتلك الإجابة عن كل تلك الأسئلة ، أو  سأقف   عند عتبات الماضي متسمرة لا أقوى على الرجوع و لا أستطيع التخطي ....... أم أنني سأجتاز ما كنت  أظن أنه من المحال إجتيازه .....

الجزء الثاني من الممحاة و القلم
إستفاق القلم من غفوته و عاد ليكتب في صحيفته  قائلاً :
الحقد يعجُّ في  سكان أهل الأرض ، و الغيرة ملأت أفئدة متقلقلة ، و الكره أصبح متواجداً في كل بقاع الأرض و كل منا يتباهى  بالسوء و الهجر والنكران ، فإخترت التفرد و النأي كي لا يصيبني  مساس كما البقية و اخترت  التمني جهراً السلام و السوية فما عاد بمقدوري تحمل النفاق الذي يحاوطني وما عاد الوجد  يتكبَد عناء الهدية فلا الناس  للناس تسمع و كل منّا بأخطائه  يقنع ..... فلو مررت على رهط  من كل قوم وجدت الفرد لما يقولونه من سوء يخضع ، فليس الجماعة دائماً على بينة ، لربما  واحدٍ  أفطن إدراك من جماعةٍ و أفصح قولاً من وجوه متعنته  و ألسنةً  متفلتة  .  و ما إن قرأت تلك المجهولة ما  تقيّده بالقلم ، أقدمت على إمساك الممحاة  تعتزم حذف ما  دوّنته ، ولكن في الآونة الأخيرة تراجعت عما كانت ستفعله ،  و أكملت تنميق ما تكتبه قائلةً : لربما يعثر على سجلاتي اللواتي أدبجهم تلك  أيّهم
و يأتي أحدهم ليغير هذا العالم البائس
لن أتوقف عن  الذي أنوي فعله
سأستمر أنا في ترقيش أفكاري
و ليأتي مجهول مثلي يحاول تغيير هذا الكون المتحطم ، المحفوف بالمخاطر الفكرية و النمطية  و يجعل منه عالماً. متفرداً بأفكاره و أنماطه و معتقداته
ويذهب هذا الواقع إلى حيز التميز و السلام النفسي و الكوني و لتُّطرد جميع الآفات البشرية و الآثام  الفعلية  و حينذاك يكون لكل من بقي على قيد الحياة هوية ، و   لتتجلى  النوادر    من بين طيات  الفلق معلنةً عن الإيمان و الحب و الإطمئنان بذَّ الكون الواسع

يتبع ........

خواطر وعبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن