هي كانت تعشق النظر إلى بريق النجوم في غياهب السحر ، و تسهو شامستاً في وميض القمر لتغفو كالفراشات على شرفة منزلها فتصبح هي من تحرسها النجوم المتلألئة و يهيم بها البدر . هي كانت تستلذ في مراقبة إشراقة الشمس في إفك الفجر و طلعته و تنعمُ في زقزقة الطيور و تترنم و تهوى أن تطيل الرؤى لأوراق الشجر في صبيح الغدو و الأصال و كأنها تُساجلها و تحاورها بأحاسيس لا تقدر عل بوحها لبشر. هي كانت تهوى كل ما هو مستثنى و منير فهي أنثى جامحة و مرهفة تؤمن بحكايا الحب و تتوه في خيالها الوردي كالأساطير، هي كانت مفعمة بالتفاؤل كالعبير الذي إذا وطؤ في مكان ملأ أركانه بنسيم عليل ، هي كانت نادرة كقطرة مياه وضعت ببيداء قاحلة مملوءة بالجفاف ، فسقتها بطيب الكبد فإرتوت ، و كانت كمرجانةٍ هبطت في قعر نَوْفَلة فملئت غموض اللجة بضيائها و سطى سنا بريقها على وجه الغَمْر ، و فجأة بينما كانت تمشي في مرج أخضر كفراشة تتنقل بين الورد فتتفتح الأزهار أكثر و أكثر وتنثر عليها عبقها الآخاذ معلنتاً حبورها بمن تستطيب بها كل الأمكنة ، لمحت ذلك المتغطرس يمتطي فرساً أقمر ، ، فظنت في نفسها أنه ذاك الأمير المنتظر و تاهت في فكرها و تخيلت بأنها عبلة وهو عنتر ، فتبسم لها ذلك المتملق ، فأوقعها بشباكه ذلك الهِترْ و حينها إبتدى أنين الود يلاحقها لنرجس و كأنه يلاحق ظلّهِ بل أكثر ...........
أنت تقرأ
خواطر وعبر
Poesiaالنصوص تتكلم عن بعض البيوت النثرية الشعرية والعبر الذين أكتبهم على دفتر ملاحظاتي و ارسخهم بعد ذلك في برنامج الواتباد لمشاركة كتاباتي وكلماتي المتناثرة مع جميع الراغبون في قراءة هذه الابيات 🌸