هي كانت ( نرجس)

4 0 0
                                    

هي كانت تعشق النظر إلى بريق النجوم في غياهب السحر ، و تسهو شامستاً  في وميض القمر لتغفو كالفراشات على شرفة منزلها فتصبح هي من تحرسها  النجوم المتلألئة و يهيم بها البدر . هي كانت تستلذ في مراقبة  إشراقة الشمس في إفك الفجر و طلعته و تنعمُ في زقزقة الطيور و تترنم و تهوى أن تطيل الرؤى لأوراق الشجر في صبيح الغدو  و الأصال و كأنها تُساجلها و تحاورها بأحاسيس لا تقدر عل بوحها لبشر. هي كانت  تهوى كل ما هو مستثنى و منير فهي أنثى جامحة و مرهفة تؤمن بحكايا الحب و تتوه في  خيالها الوردي كالأساطير، هي كانت مفعمة بالتفاؤل  كالعبير الذي  إذا  وطؤ في مكان  ملأ أركانه بنسيم عليل ، هي كانت نادرة كقطرة مياه  وضعت ببيداء قاحلة مملوءة بالجفاف ، فسقتها بطيب الكبد فإرتوت ،   و كانت كمرجانةٍ  هبطت في قعر نَوْفَلة  فملئت غموض اللجة بضيائها و سطى سنا بريقها   على وجه الغَمْر ، و فجأة بينما كانت تمشي في  مرج أخضر كفراشة تتنقل بين الورد فتتفتح الأزهار أكثر و أكثر وتنثر عليها عبقها الآخاذ معلنتاً  حبورها بمن تستطيب بها كل الأمكنة ، لمحت   ذلك المتغطرس يمتطي  فرساً   أقمر ، ، فظنت في نفسها أنه ذاك الأمير المنتظر و تاهت في فكرها و تخيلت بأنها عبلة وهو عنتر  ، فتبسم لها ذلك المتملق  ، فأوقعها بشباكه  ذلك الهِترْ و  حينها إبتدى أنين الود يلاحقها  لنرجس و كأنه يلاحق ظلّهِ بل أكثر ...........

خواطر وعبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن