خواطر وعبر

صـبـا

شابة ورعة ، هادئة بعض الشئ ، و تارةً أخرى كبركان من اللهب حينما الغضب، رقيقة كالفراشات وكأنها خلقت من سلالة ورد لا من تراب .... هيفاء ذو عيون دعجاء ، تتسم ببشرة بيضاء كبياض الثلج الذي يهطل من السماء ، تلقب بصبا صاحبة الإبتسامة المنيرة .... حينما أبصرتها لسويّة الشكل تهت في حبها و كأنها نجم دري في سماء سرمدية ، لا أستطيع غض البصر عن بهارها ولو لوهلة حتى .... أصابتني الحيرة كيف أصارحها في هيامي وكيف أتلو عليها نبأ غرامي و ماذا عساي أقول في وصفها سوى أن تلك الشهدة أوقعتني أسيراً في حلاوتها و لنهم وجدي في غياهب نجواها حكاية فإنتظروني لأسرد لكم تلك المُنايا .....

بين النساء أنـتِ زنبقة ، إستثنائية بأعاجيبك كحدائق بابل المعلقة ، و رائحة طيبك كعبق الياسمين في بلاد الشام العتيقة و عيناكِ كالقدس جميلة السكنة مقدسة طاهرة لا يمسها دنس و لا يجتاحها صهيوني بخس ، فما حال الناس بتتيمي بخلي و ما حالي أنا في هذا الهيام قولي لي ، أيا معذبتي و مسرى نجاتي من الأنين بالله عليك ألا تشفقي على فؤادي الحزين ، ألا آن لروحك أن تستكين في ظلي و يحنو خلدك على حنايا لُبي المسكين قولي متى ترأفين يا مالكة الحنا في الشرايين يا آسرة رؤى العينين يا أميرة المهج على عرش الحنين....

و لعواطفي الجمة مهمة ....فلا راحة لي في قرب خلّي إلا إذا قصصت عليكم ما فعلتهُ بي محبوبتي من شوق و حنين طول تلك السنين .... فإنتظروا التتمة

(بتُّ أسامر نفسي في ليالي السحر ، و أُطنب مسامعي في أقوالي من الشعر راجياً من المولى أن تمر على دياري حبيبتي لوهلة وتنصت إلى ما رقشته أنا من مخاطبات في هواها... و لَزِمتُ أسامر نفسي و أناغم الفؤاد بالغزل و تارةً أهجو روحي و أُدميها لوماً على وقوعي في شباك العشق فجأة .... فماذا يحل بالصفي إذا صد صفيه عن الصفو .... وما الذي سيحدث بي إن صرفت محبوبتي رؤياها عن ناظري ...🌸)

آلى هواها و ارتضى على ما ذاقه فؤادي من لوعة في جواها ، و رمقتني مقلتاها في نظرةٍ يملؤها الحنين ، لتعلن لي خليلتي عن قبولها لغرامي ، و أبدء أنا مراسم العشق و أدق أجراس الهيام مبتهجاً فحبيبة كبدي باتت تبادلني ذات الشعور و تقاسمني تفاصيل الشوق و تهديني كلمات الغزل و تطربني بموسيقى الوله بتكلّف و إنسجام ... و ماذا أريد غير ذلك بعد سوى أن أنعم في وجود محبوبتي بقربي وقت الصحو و الغسق ، و حينما يعلن الشفق عن بداية اليوم ، لتكن عيناها هي بداية مطلعي .....