سيرة الحب

35 2 0
                                    

كان جالساً بين الجموع حائراً ، فسألوه الناس عن الذي به يحتار و قال لهم : أنصتو إلى قولي و تمعنوا في المعاني ، فليس  بأحد أصاب قلبي و أذاني كما فعل هذا الجاني ، فأصبحت مجني عليه كسائر أشباهي اُعاني

الحبُ يا سادة ودٌ و إخاء و أنا ودادي لتلك العفراء وصل  عنانه حد السماء .... إعتراني هواها و أدركني فبتُ فيها مغرمٌ لا قول يُسعفني و لا عاقل يتحملني .... دائماً كل ما رأيت قومٍ سألوني ، عن البريق داخل عيوني و الكُهْبَة حول جفوني ، فرويتُ عليهم ما سأقصهُ عليكم الآن و أفتوني و عن صفاتها بعد ما سأقوله لكم حدثوني إن كنتُ ظالماً بحق نفسي نبئوني

و أكمل خطابه قائلاً ( عيونها دعجاء وكلها سهى و أنا فؤادي فيها سها و رمقة المقل كالسهام تصيب  الوتين و تدمي الحنين لنضحي في بهارهم كالضحايا ، وتسألني روحي و الحنايا بالله عليك يا مالكي قل لي بعد هذا العشق من أناي .

و ماذا أحدث عن ثغرها الفتان كل ما طرأ خياله على بالي أصابني الأرق و صرت سهير رفيق السحر   أُلقي القصائد  كشاعر و أعزف الألحان كفنان أو كعصفور يغرد  فوق الأغصان
، و أما عن طباع تلك البتول مليئة بالمرح  و السرور و بمجد شموخها تفتخر و بلين وجدها تذهل العقول .........

صدفةً مرت هي  بين الخيام و سمعت حديث زوجها  عن الغرام
ففرحت  حينها لذلك الكلام و ردت على خليلها بهذا القول  بإبتسام (هو العماد  و السند و بعد خالقي عليه المعتمد
فيه من الخُلقِ  و الخَلقِ جمالٌ  ليس بإنسي  أو أحد   
و كلُّ من رأى نور مطلعهِ سبح و حمد و ذكر شفيعنا محمد

، و ماذا أحدث عن  أديمه الآخاذ يزينه خدين حمراوان كجوري تفتح في فصل الربيع شديد الحمرة ، ساحر و بديع  يصيب كل من  رمقه بالانبلاج
وطني هو و بين نهديه السلام ،  حينما أضيع ألجأ لراحة كفيه فأنعمُ  بأمن ليس بعده ترح
و هو كناهد فتي كلما لمحت طيفه  تهت ببحر من الأشواق لا اعرف السبيل للرجوع ، إلا أن أتوه  كل ما نظرت إليه
و أغرق أكثر و أكثر  كلما أمسكت يديه فالدفئ في ثناياه  يغويني فلا استسلام و لا رجوع عن هيامك يامن ملتُ له كل الميل يا صفي الروح و الحنايا ، فدعني أتوه في شذى طيبك و خذني  إليك يا أجمل الأوطان لأنعم في السلم و الاطمئنان و الحبور يا كل
الأماني يا رجايَ .
✍🏻

خواطر وعبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن