الفصل (8) °°°أنت تسليتي°°°

26 11 19
                                    


السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤️
.
.
.

لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم
.
.
.

أرجو أن تستمتعوا
.
.
.
بسم الله نبدأ
.
.
.

انطلقت السّيارة وأنظار راين مثبّتةٌ نحو ذلك
المكان الّذي عاش فيه ست سنواتٍ يحتمل
كلّ الألم منتظراً عودة ذلك الملاك كما
كان يلقبّها طوال تلك السّنين وهو يتخيّل
لقاءه بها ، يتخيّل شكلها ، هل تشبهه
لا هي بالتّأكيد أجمل بكثيرٍ
هل ستحبّه وتحتضنه كما باقي الأمّهات
الّلواتي سبق له وأن سمع عنهنّ
لطالما حلم بذلك حضنها الدّافئ الّذي
سيمحو من ذاكرته كلّ ما قاساه
لكن للأسف لقد بدأ الملجأ بالتّلاشي ببطئ كما
تلاشى ذلك الحلم الجميل
لم يستطع البقاء متماسكاً فقد بدأت دموعه
بالانهمار وكم أراد الصّراخ لعلّ والدته
تسمع وتعود إليه
همس بصوتٍ خافت
" أمّي أرجوكِ عودي الآن حرّريني منهم "

حلّ الصمّت لدقائق قبل أن تقطعه تلك

الضّحكة المرعبة
والّتي تلاها قوله بسخرية
" توقّف عن النظر إلى الخلف أنت لن تعود
إلى ذلك المكان أبداً "
ثمّ أردف بغضبٍ
" والآن كن هادئاً حتّى نصل ولا تزعجني
لأنّك لا تريد رؤيتي غاضباً فهذا
سيكون آخر ما تراه"

كلامه بثّ الخوف في قلب راين الّذي
جلس هادئاًوقد ضمّ ركبتيه إلى
صدره وخبّئ رأسه ليبدأ
البكاء بصمتٍ

ارتجف عندما أحسّ بيدٍ باردةٍ ترفع وجهه
وتمتدّ إلى وجنتيه لتمسح دموعه
" أنا أكره الأطفال الباكين ،هذه الدموع تسبّب
لي القرف ، توقّف عن هذا فوراً "

مسح راين دموعه بسرعةٍ وحاول أن يوقف
بكاءه عبث يوري بشعره ليتحدّث بنبرةٍ هادئة
" يبدو أنّك طفلٌ مطيعٌ راين إذا بقيت هكذا
ستعيش معي فترةً أطول من الّذين سبقوك
والآن سأسمح لك بطرح أيّ سؤالٍ تريده "

تنفّس راين بعمقٍ ليتكلّم بنبرة خائفة

" قلت أنّني سأعيش معك أكثر من السّابقين
أتعني أنّك تبنّيت أولاداً قبلي؟ "
ابتسم يوري
" سؤالٌ جيّد ، أنا أتبنّى طفلاً كلّ سنة ولكن
للأسف الموت كان مصيرهم جميعاً "

اتّسعت عينا راين وشهق بخوف
أهذا هو مصيره في النّهاية سيموت بدون
أن يحقّق حلمه برؤية والدته
هنا تجمّعت الدّموع في عينيه وشقّت
طريقها على وجنتيه
لكنّها تجمّدت تماماً مع صراخ ذلك الوحش
" ألم أخبرك أنّني لا أحبّ رؤية الدّموع أقسم
إن لم تتوقّف سأقتلك فوراً "

أسرع راين في مسح دموعه
ليربّت يوري على رأسه ثمّ يردف بنبرةٍ ساخرة

" أحسنت راين إن بقيت مطيعاً قد تحافظ
على حياتك البائسة خاصّةً أنّني لا أهتمّ
لأمرك فبإمكاني قتلك فوراً وإحضار بديلٍ
عنك فلا أسهل من إحضار طفلٍ بشريٍّ
خاصّة وأنّ ملاجئ الأيتام تعجّ بكم
لذا ابذل جهدك في الحفاظ على نفسك "

أجزاء روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن