الفصل (34) °°°أنا وأبي°°°

19 12 0
                                    

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤️
.
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
.
.
.
استمتعوا
.
.
.
نبدأ بسم الله
.
.
.

بعد رؤيته لضعف زميله أمام ليون
صرخ كورنيلياس بنفاذ صبرٍ
" كايتو أيّها الأحمق تحدّث إليّ
بماذا كنت تفكّر
انظر إليّ و قل ما الأمر ؟
منذ متى تبدو ضعيفاً هكذا ؟
منذ متى بدأت تستسلم بسهولة ؟ 
تحدّث "

عاد لنبرته السّاخرة وابتسامة نصرٍ
تربّعت على ثغره
" أحياناً لكي تنتصر على عدوّك
عليك أن تجعله يظنّ أنّه هزمك "

ثمّ رفع يده ليظهر مفتاح الأصفاد بين أصابعه
" أعرفت لماذا فعلت كلّ ذلك "

" أحسنت حرّرنا بسرعة "

" حسناً ، اهدأ فقط
لما تصرخ
سيسمعك ذلك المزعج "

بعد أن نجح في فكّ قيودهم
انطلقوا جميعاً قاصدين الخروج
من هذا القصر الّذي قضوا فيه
لحظاتٍ لا تنسى من الرّعب
وبينما هم يركضون بين الممرّات خلف
من يحفظ هذا القصر شبراً شبراً
فوجئ كورنيلياس بتوقّف كايتو في وسط الطّريق
ليصرخ بغضب
" ما خطبك
لما تجمّدت هكذا
لو لم أتوقّف في الوقت المناسب لكنت
اصطدمت بك "
لا إجابة عيون كايتو متوسعّة تحدّق
في بقعةٍ من الممرّ لا يصل إليها ضوء
مدّ يده يحرّكها أمام عينيّ زميله دون فائدة
هزّه بقوّة ولم يستفد شيئاً
ناداه لا ردّ أبداً
وكأنّ أحدهم أطلق عليه تعويذة تجميد
وعندما همّ كورنيلياس بضربه بغية إيقاظه
صدر صوتٌ غريبٌ عليه
" كيف حالك صغيري كايتو ؟ "
بحروف مرتعشة و نبرةٍ منكسرة
" أ ... أبي "
ابتسم يتقدّم منه
" نعم أنا عزيزي "

قاطع تقدّمه بصراخ
" ل .. لا ، لا تقترب منّي
ا .. ابقَ بعيداً "

تراجع بخيبةٍ و نطق بانكسار
" كيف حالك صغيري ؟ "

تعابيره تحوّلت للسّخرية
" صغيري ؟ متى كنتُ كذلك لك "

أجاب بابتسامةٍ حزينة
" دائماً كنت صغيري ابن تيا
حبيب والدك أنا مشتاقٌ لك كايتو
تعال إليّ "
بسط ذراعيه و اتّجه إليه ببطءٍ
ليتراجع خطوةً إلى الخلف
يرى كلّ مشهدٍ من طفولته الآن يعاد أمامه
صرخ بخوف
" قلت ابق بعيداً "

أعاد ذراعيه خاليتين
وظهر الحزن في نبرته لينطق
" لما صغيري تريد أن تحرمني
من عناق
لا تكن قاسياً مثلي
دعني أعوّضك عن تلك السنوات "

عادت السّخرية لنبرته
" أتسمع هذا كورنيلياس
السّيّد شيوتا يريد أن يعامل خادمه
الصّغير بلطف
لا أظنّ هذا ينفع الآن ربّما من الأفضل
أن تقول هذا للطّفل الّذي انتظر هذا الكلام
ست سنوات
انتظرك لتحتضنه ، تقبّله ، تعتني به أثناء مرضه
لكنّك تركته
لوحدته ، لألمه ، لليون
تخلّيت عنّي
أكرهك أكرهك كثيراً ... "
صرخ في نهاية كلامه بكلمةٍ طعنت قلب والده
كالسّكّين
" أرجوك كايتو لا ... لا تقل هذه الكلمة
أنا أحبّك صغيري تعال إليّ "

أجزاء روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن