اليوم الذي رأيتها فيه لم يكن يوما مميزًا على الاطلاق، ناهيك على انه لم يكن التوقيت المناسب في الأساس، فقد جاء ذلك اللقاء بطريقة لمّا اتوقعها ولمّا اردت حصولها.كانت ابشع فترة مررت بها قط، كنت في ضياع وفقدان تام لأي أمل او شغف، وكنت استيقظ لأيام طويلة وانا أرى كل شيء من حولي عبارة عن غيمة سوداء، غيمة ابتلعتني ولم تبرحني قط!
لكن.. كيف غلطت هذه الغلطة؟ لم يكن الأمر ذنبي في البداية لكنه أصبح ذنبي بعد الآن.
وإذ به ذنبي هو من أرشدني إليكِ وهو من أرشدني الى الطريق الصحيح، تعلمين يا روحي إن مشاعري كانت مبلدة وما كنت أملك من أحساس بالذنب قبلك؟ ما عرفتُ كيف أذبتِ هذه الثلوج وبدا الأمر مؤلمًا في البداية.. لكنه بعد فقد حل الدفئ حول قلبي بدلًا من ذلك البرود، وروحي المتسخة في البداية باتت جميلة مثلك، لهذا اناديكِ بروحي فأنت من انار هذه الروح لي وجعل لها قيمة.
استيقظت في الصباح الباكر لأجد نفسي قد غفيت في الشارع، لا أريد الخوض بما الذي آل اليّ للنوم في الشارع بهكذا حال حقير، فقد نهضت مفزوعًا ولفحني البرد فجأة، لكن احد اولائك الجالسون الى جانبي اعطاني غطاء من عنده وهو يقول:
أفرج الله عنك يا ولدي.
اخذت منه الغطاء وغطيت نفسي بسرعة، كنت لأهرب فورًا لكن ما قاله ذلك استوقفني قليلًا وكم كان تفكيري مثيرًا للشفقة حينها؟ لقد ظننت أنه لا وجود لمثل هذا الفرج وان الله لم يكن يراني ولم يراني طالما لم يفعل طوال تلك الأشهر، لقد كان في قلبي جمود حقير.
في لقائنا الأول كنت انا الوحيد الذي لقاك، شككتُ في أنك رأيتني أصلًا، لكنني فعلتُ، كانت تنبع منك هالة قابلة لجعل المرء ينجمد في مكانه لوهلة، لا أعرف إن كنتِ تفعلين هذا بالجميع، لكنك فعلتِ هذا معي، لم اكن قادرًا على أبراح ناظراي عنك، لم يكن هذا لجمالك الملفت والملطخ بمساحيق التجميل فأنا أشك اصلًا ان قطرة منها قد لامست وجهك قط، كنتِ مميزة وانت تلفين ذلك الوشاح حول شعرك، ما عرفت إنه كان تكليفًا عليك في دينك وإنه يدعى بالحجاب.
في لقائنا الأول لم تنظري إلي، ولم أعلم السبب الذي جعلك تعامليني كأني شفاف، ما عرفت إنه كان أيضًا تكليف لكِ في دينك، لو عرفت يومها ذلك لتساءلت بشدة عن هذا الدين الذي يحمي قلب المرء من النزعات العاطفية الى هذه الدرجة من الحذر!
في لقائنا الأول مددتِ لي بكيس طعام، ظننتِ أني كنتُ مشردًا وإني هنا مع هؤلاء المشردون لأخذ الطعام منكِ، أو منكم!
مررتِ من جانبي وأنا لازلت لا أبرح ناظراي عنكِ لا أعلم لماذا جذبتِ أنتباهي رغم وجود كل اولائك النسوة اللاتي يشبهنك في كل شيء، في الملابس والاحتشام وغض البصر والعطف علينا كمشردون، لكنكِ بدوتِ في ناظري تلك اللحظات انك لا تشبهين أي شيء آخر وأي امرأة أخرى.

أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...