إسْلام الحُبّ.

٢٦| فصـل خـاص.

كانت غارقة في كتبها تدرس لأن لديها امتحانٍ صعب في الغد، عندما سمعت صوت الباب فعلمتْ أنه قد وصل.. وقتها تذمرت لأنه لم يكن لديها الوقت حتى لتمشيط شعرها بعدما استحمت فكيف تنهض وتستقبله الآن بهذا الحال.. كانت تحاول حفظ بضعة سطور أخيرة ثم النهوض لكن الكتب تسحبها لدرجة إنه وصل ودخل غرفتهما ونظر لها بابتسامة متعبة ولم تلاحظ أمره إلا عندما قال:

لقد وصلت..

فتناظره مصدومة ثم ترفع الكتب عنها وتنهض من السرير وبسبب نهوضها تسقط بعض الأوراق الَّتي تنشغل بجمعها بينما تقول: أنا اسفة كنتُ سأنهض ولكن.. أتريد الاستحمام اولًا أم تناول الطعام سأجهز لك الاكل بدقائق..

اقترب ونزل أرضًا وساعدها بجمع تلك الأوراق فناظرته وهي تشعر بالذنب لأنها تعلم كم يتعب هُوَ ما بين الذهاب للمستشفى والدراسة والعمل في المصنع، فدفعت يده واخبرته إنها ستفعل ذلك.

لكنه يأخذ بيدها الَّتي دفعته بعيدًا عن جمع الأورق ويقبلها هُناك قبلة طويلة وهو يقول: لم أراكِ منذ أربعة عشر ساعة أعتقد إنني كدت افقد صوابي..

تبتسم بسبب ما يقوله من كلمات معسولة ووردية تُحفز شعورها بالحب، فتناظره هَكَذَا نظرة حنونة ثم تقول: هل تعشيت؟

فيهز رأسه بأيجاب بطريقة جعلتها تتفاجئ، عندما نهض هو وجعلها تنهض بعدما جمع اخر ورقتين من على الأرض وساعدها بجمعهم بشكل محكم داخل احدى الكتب، ثم اجابها:

نعم، لقد أكلت من أحدى المحلات في طريقي إلى هنا..

اعترضت على فعلته هذه وأخبرته أن عادته هذِهِ سيئة في تناول الطعام من الخارج وأنه بحاجة لتغذية جيدة وأكل طعام محضر منزليًا، لكنه يبتسم وهو يراقبها كيف تتحدث بطريقة تجعلها تتوقف في المنتصف، فيقول هو:

لأنني لم أود أتعابك بطهو الطعام.. اضافة إلى ذلك لقد اشقت إليك واعتقد إنه من السخافة جعلك تبتعدين عني لطهو الطعام.

تضحك بسبب ما قاله وهي تهَزّ رأسها غير مستوعبة ذلك لتقول: ماذا تعني بعيدًا عنك أتود أن اطهو في غرفة النوم مثلًا؟ يبدو أن عقلك قد توقف عن العمل بسبب الارهاق..

يقول عقب كلامها مباشرة: قولي حبيبي في نهاية كلامك.

فتضحك هي وتقول ذلك بطريقة لينة كادت تأخذ عقله من رأسه: حَبِيبي.

عندها يهَزُّ هُوَ رأسه برضى تام، ومن ثم يجلس على السرير بعدما أبعد الكتب ثم طبطب لها على مكان ما بجانبه لكي تجلس، فجلست هي، ثم خلع جواربيه بسرعة وشدَّ البطانية نحوهما ليقول: دعينا ننام حَبيبتي..

لكنها دفعته وهي تخبره أن لديها الكثير من الدراسة لأن غدًا امتحانها ولازالت لم تنتهي من الأمر، فرفع جسده من جديد وجلس بغير رضا، ثم عرض لها باطن يديه هَكَذَا وهي مخدوشة ومحمرة فقال: لقد اضطررت على مساعدتهم بالتحميل والنقل اليوم لأن لدينا نقص في العمال..