١٨

91 9 170
                                    


طُرق الباب فتجاهلت الأمر وبقيت ماكثًا في فراشي أناظر السقف، تردد الأمر بضع مرات حتى أدركت إنه لا يوجد هنالك أحدًا في المنزل غيري وأنه عليّ النهوض هذه المرة، فييشينغ لم يكن موجودًا ليحمل هذا العبء عني..

بات حتى النهوض من الفراش بمثابة عبء، أُدرك إنني أعظمُ همومي لكن وهل كان لي من فرح سواها؟ حزنت رغم إنه كانت مشيئة الله لهذا الله يلعنني الآن! أصابني المرض ولم أستطيع معه أن أودي الصلاة في المسجد، أخشى أن يعتبرني العم أدم او العم محمد منافقًا..

أنا اُدرك إنني متأخرٌ بالفعل، فأنا لم اعرفك سوى الآن وغيري يعرفكَ يا الله منذ الولادة! أحيانًا أسأل نفسي وأقول لماذا لم يهبني الله الدين الصحيح منذ البداية وجعلني أتخبط في الضلال؟ فأشعر إنني بتفكيري هذا أقوم بخطأ وهذا يزيد من اخطائي، أحيانًا أحسد من يعرفك منذ عقود فهو سيعرف كيف يتصرف في مثل هكذا ابتلاءات! أما أنا فلازلتِ على طريقٍ لم يتجاوز بضع الخطوات.

أخبرني العم محمد عن بعض ابتلاءاته وأخبرني كيف تخطاها بحب الله له وكم تمنيت أن يحبني الله مثله، ففي ديننا من يبدأ الحب بين العبد والله هو الله جلاله! فالله هو الذي يحب عبده ثم يحبه هذا العبد! وإن كنتَ تعتقد إنك إن أحببت الله واحسنت إليه فسيحبك هو أيضًا فأنت مخطئ!

لذلك لم يُسقطني رفضك يا جيني بل أحزنني مدى الهشاشة التي أنا عليها بعد هذا الرفض، وكنت أعتقد سابقًا التعرض للرفض منك سيكون أكبر الآمي لكنني الآن أنا متشوق لمعرفة السبب في لماذا لا أشبه غيري من المسلمين في الصبر على البلاء!

بكل صدق أنا أسال الله أحيانًا وأقول: لماذا يا الله؟ وحتى هذا السؤال يؤلمني، أشعر إنكِ مثلما اسئتِ إلى حبي يا جيني برفضك فأنا أيضًا أسيء لحب الله إليّ، واتساءل متى يحبني الله؟

منذ أيام قليلة بعد كنتُ على قناعة من إن الله أحبني! طالما هو هداني فهو أحبني وكان عليّ أن أصون واواضب على حُبه في دوري، وأن ارد له ولو فتاتًا قليلًا من هذا الحب العظيم! فبحثت عن صفات العبد التي يحبها الله فيه ومنهم: المتطهرين، المتقين، المتوكلين!


فيما مضى لم يكن هنالك من حب في قلبي سوى حبكِ لكنني الآن أبحث عن حبين بدل الحب ويحزنني معرفة إنني في كلاهما فشلت!

أحيانًا أستيقظ من كوابيسي ولما اعود للنوم من جديد استيقظ من جديد لأجد نفسي أهذي بآية الأخلاص كصلاة فهي الآية الاولى والوحيدة التي حفظتها ومنذ ذلك الوقت لا تفارق لساني وكنت أتلوها في كُل صلاة كانها أنجاز حياتي.

لا أعلم سبب رفضك لي هل تكرهيني أم هل لا تجديني جديرًا لاكون الشخص الذي تكملين معه حياتك؟ فأنت كنتِ تتهربين مني فيما مضى لكن أخاف أن يكون السبب هو سوء فهمك لإيماني، هل ربما تعتقدينه إيمانًا منافقًا مني؟ أم هل ربما تعتقدين إن أسلامي كان للزواج منك فحسب!

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن