١٣

51 8 81
                                    


وفي الوقت الذي ذهبت فيه لحضور المحاضرة على أمل رؤيتك من بعيد -كما جرت العادة- أكتشفت إنك يا جيني من كان يسحبني باستمرار الى هذا العالم.. كنتِ تسحبيني باستمرار الى دين الأسلام حتى غرقت فيه تمامًا.. والآن لم تعد الصدف غير المفهومة هي التي تجرني الى الداخل صارت نفسي هي التي تبحث باستمرار في هذا، لماذا؟ رُبما هو الغرور الذي في داخلنا.. كلما أحسست بالخطر إتجاه شيء معين فأنت تعاند وتستمر على هذا الإتجاه حتى تثبت خطاؤه يقينًا.. وإلا فأنت لن تحضى بالسلام.. صدقني، ستستمر بالعيش في حالة من اليقين الهش، رُبما كلمة أو جملة واحدة لتكون قادرة على هدم كل شيء.

وبما إنني لم أكن جبانًا.. أو بالأحرى ما عدت جبانًا بعد الآن، أكتشفت إنني صرت اكثر شجاعة.. أو ما أدري ماذا أسمي هذا تحديدًا!

سمعت كل ما قاله العم أدم في تلك المحاضرة التي قلبت تفكيري وبعثرته أكثر مما كان مبعثرًا، الآن صُرت أدرك الاختلاف الواسع بين ديني ودينها، وهذا يُحتم إنه لو كان أحدنا على حق فالأخر هو على باطل وبفارق كبير جدًا!

في بداياتي ظننت إننا كمسيح ومسلمون نؤمن بأله واحد، وهذا على الأقل أبرز نقطة مشتركة بيننا، لكن حتى توحيدهم يختلف عن التوحيد الذي أعرفه!

هنالك العديد من النقاط التي جذبت إنتباهي في كلام العم أدم فمثلا قال هو إنه في الإسلام لا يعتبرون أبليس من الملائكة أي أن التفسير الذي قرأته فيما مضى عندما قرأت القرآن كان صحيحًا.

وإن تأثير الشيطان -حسب دينهم- تأثيرًا ضعيفًا وهذا يناقض ما أعرفه..

كما وقوله إن الملائكة دومًا مخلصين لربهم.. يجعلني أتذكر ما قرأته، لكن ألا يعتبر أعتراضهم على خلقه لأدم عدم أخلاص؟

وجدت نفسي قد خرجت من المسجد مسرعًا ومشيت بذهن مشغول وغير صافٍ مفكرًا بكل ما سمعته خاصة عن المذكور في كلمة البكر في الرسالة الى العبرانيين، فتذكرت ان هنالك مكتبة ما بالقرب من الكنيسة التي أذهب اليها بالعادة واعتقد إن فيها العديد من التفاسير والكتب بشأن المسيحية حيث أن أبي كان يشتري منها بعض الكتب أحيانًا لذا ذهبت وبدون سابق تخطيط الى هناك.

وهناك سئلت صاحب الدكان لو كان يملك أي كتاب مفيد بشأن الرسالة الى العبرانيين وتحديدًا الإصحاح الأول، فأعطاني كتابًا صغير الحجم قال إن فيه ما أريده، فاشتريته وعدت الى منزلي.

وهناك أخرجت القرآن من جديد ووضعته أمامي، لكن قبل ذلك كان عليّ البحث عن المقصود بالبكر في التفسير.. حيث عثرت على هذا:

يطلب الله من ملائكته السجود لأدم الأخير الذي هو الرب يسوع المسيح، هو الله المتجسد.

تقول كلمة الله: متى أُدخل البكر ( أي الرب اليسوع) إلى العالم، فيقول: ولتسجد له ملائكة الله.

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن