نهضتُ من على الأرض مصدومًا لرؤيتها هنا، وصدمتها كانت تعبرني بكثير.. كانت على شفة حفرة من البكاء كانت تنظر لي بذهول لم تفهم ما حصل ومع نهوضي تهب لمعانقتي بقوة! كنتُِ أشعر بالذنب لأنني جعلتها تخاف هكذا ولكنني لم أكن املك فكرة عن قدومها وظننت أن العم أدم عندما أخبرني إنها لن تعرف بالموضوع إنه حقًا سيحصل هذا.. ولكن.. لم أود اخفاء مثل هكذا أمر لو علمتْ إنها ستكون موجودة وترى مثل هذا المشهد.. لكن كُل شيء تطور خارج رغبتي..تبتعد عني وهي لاتزال مذهولة ولا تستوعب ما حصل، ثم تبدأ بهلع تخبرني بمخاوفها التي جعلتها أنا تشعر بها منذ لحظات: ولكن لقد رأيتهم! خرجوا من غرفتك و.. كانت هنالك حقنة في يده.. ولكن.. مهلًا لحظة لماذا كنت مستلقٍ على الأرض هكذا؟ هل أنت بخير!
في تلك اللحظة شعرت بصعوبة بالغة للأعتراف.. لاسيما مع نظراتها البريئة تلك ولا تفقه أصل الموضوع، ولكنني تشجعت لتفسير الأمر حتى لا يتطور خوفها بلا سبب:
جيني.. أسمعيني، كانت هذه خدعة..
سألتني ولم تستوعب الأمر تمامًا: ماذا .. تعني؟
وضعت يدي عند خدها وأخبرتها بالأمر رويدًا: أنه يونيل.. وهذه كانت خدعة فقط حتى يكتسب ثقتهم من جديد.. ومن ثم فضح أعمالهم حتى نتمكن من تبليغ الشرطة عنهم.. كانت هذه خطة عمي أدم ومحمد.. أتوا لأعلامي بها منذ ساعتين فقط.. لكنني لم أتوقع قدومك الآن!
تقلصت المسافة بين حاجبيها في عدم استيعاب لكل ما يحصل، واكتسحَ الحَمَار عينيها وخديها وكأنها كانت عاجزة عن استيعاب أن كُل هذا الخوف والقلق كان من أجل لا شيء! ثم ترفع يدها وتبعد يدي عنها.. وهنا خفت!
-ماذا حصل؟
العمة ماريا التي وصلت لتوها بدت هي الأخرى فزعة وكانت تواجه صعوبة في تحمل كُل هذا التوتر لأنها التفت حول السرير بسرعة وهي تسأل بقلق: ماذا حصل؟ كاي هل انت بخير؟-لا شيء عمتي.. انا بخير.
نهضت وأنا أحاول طمأنتها وكنتُ أشعر بالخجل لأخبارها بما حصل بالأصل وشعرت بثقل هذا الأمر وتمنيت لو كان العم أدم موجودًا ليحمل عني هذا..غادرت جيني الغرفة على عجل تلك اللحظة وهي تمتم ب"سأذهب للحمام" بشكل عابر لكنني علمت إنها لم تكن على ما يرام وكنت أود ان اتبعها بشدة ولكن العمة ماريا كانت هنا ولم أستطيع تركها ببساطة، شعرت بالاحراج والخجل من نفسي خاصة وان العمة ماريا بدت هي أيضًا قلقة وكررت سؤالي أن كنت بخير حقًا..
وما هي الا بضعة لحظات حتى يفتح الباب ويدخل كلا من العم أدم والعم محمد كأنهما جاءا لأنقاذي! فيتفاجأن بوجود العمة ماريا هنا.. والتي أتجهت بدورها للعم أدم تعاتبه على غيابه وعدم أتصاله بالمنزل ولو لمرة، وأخبرته كم كانت هي وجيني قلقتان وظنا أن شيئًا سيئًا قد حصل هنا..
سماعي لذلك جعلني أشعر بالذنب المضاعف! لم تكن في نيتي وضعها بمثل هكذا موقف ولكن هذا كان خارج عن أرادتي! لكنها أتت الى هنا لمجرد اختفاء العم أدم وهي تعتقد إنه كان يخفي عنها شيئًا يخصني! أشعر إنني اقترفت ذنبًا كبيرًا بحقها!
أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...