لم استطيع منع نفسي من مواجهته، وساقني شعوري بالغضب والقهر إلى منزل العم محمد وهناك طرقت الباب آملًا ألا يفتح يونيل الباب إلي فأولّي من هنا ولا أعود ما حييت، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة التي يتخيلها العقل او يسهّله الواقع! بل كل فكرة وكل دافع كان يسوقني تلك اللحظة لمحاولة الاستيقاظ من كابوسي.لعله حلم؟ لعلي أحلم، من يدري؟ ألا يقال إن الأنسان يرى كامل مسار حياته عندما يكون في بطن أمه؟ لعلي أرى شريط حياتي الآن وأنا لازلت لم ألد.. إنها لفكرة مغرية.
فُتِح الباب فناظرني يونيل متعرقًا متلعثمًا، فأيقظني عندما قال:
لا بُدّ إنك سمعت.
خطوت للداخل لأراه قد تراجع بضع خطوات للخلف كأنه يخاف من ضربي له، أتخاف من ضربي؟ صدق إنني أود بشدة لو أضرب أحدهم الآن لكن نفسي هي من كانت على رأس القائمة، نفسي التي أختارت ما لم يكن لي مُنذ البداية.
ما أسوء أن تذهب لمحاسبة أحد على ما سرقه منك، لكنك في وسط هذا تُدرك إن ما سرقه لم يكن ملكك بالأساس، إنها معركة تشحذ فيها كرامتك وكُل أمانيك.
-أخبرتك أنك سترى بعينك.. والدي هو من فعلها.. أقسم لم يكن لي علم بهذا، لقد فاتحني بالموضوع فجأة في الأمس..
يقول إنه يقسم! يقول إنه يقسم! أكاد أجن.. إنه في كلمة واحدة يُنهي النقاش!.. كانت لدي أمنية واحدة.. ألا يكون العم محمد هو الذي فعلعا.. لكنه يُقسم!
أنا أعلم إن المسلمين لا يقسمون على شيء إلا وهم صادقون! إنه شيء لشدما جذبني سابقًا فقد نبذته الآن!
كدت أستدير وأغادر، فأني شعرت إنه سيكون من الوقاحة لومه على شيء لم يفعله لكنني أتراجع وأعود نحوه مجددًا فيتراجع من جديد بعدما كان ينوي اغلاق الباب، ويناظرني بوجه شاحب، فأعاتبه عتاب لم أشئ به شيئًا سوى جعل قلبي يرتاح ولو قليلًا:
لَكِنَ كان عليك أنْ تحاوِل الرَفْضَ مِنْ أجلي! كنتُ مُغادِرًا.. كنتُ مُغادِرًا! وقَدْ اَثَرتُ أنْ اعيش حَياتي على أَمَلٍ إنها لي ولو في خيالاتي، لم أريد أن يصفعني الواقع بهذِهِ السرعة! فأنا أُحبُّها.. وأنت تعلم بهذا، إنه شيء لا يُمكنني التحكم به، هل يستطيع المرءُ إنْتِزاعُ قلبه؟ هَلَّا يستطيع؟
سكنتني دموعي كلما حاولت أخراج نفسها كنتُ أقوى منها وحبستها ولو عند أعتاب عيني، لأنني لم أحبذ مواجهة آلامي بالدموع يومًا، فما نفعني من دمع ٍ ولا هو واساني في جزعٍ.
-كاي..
ناداني وتجاهلته واستدرت وكُدت أدعس على العتبة مغادرًا حقًا هذِهِ المرّة لولا إني رأيت العم مُحمد يناظرني بشفقة من بعيد، وأبيت إلا أغادر حتى والعم محمد قد امسك بعضدي محاولًا منعي لكنني حاولت ألا أعاتبه وأقرّيتُ إنني حتى في هذا لا أملك من حقٍ! فأنا قد أستغليتهم وكذبت عليهم فيما مضى، هل كان على ذنوبي أن تقف في وجهي في كُل مرة! ما كُدت أطيقها بعد اليوم!

أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...