٨

165 9 98
                                    


للتو عُدت من دوام طويل في الجامعة، وأنا أفكر بجميع التراكمات التي اثقلتني الفترة الأخيرة، من بينها غلاء سعر الأيجار وعجزي عن التكفل بسعر الشقة لوحدي، حدثني صاحب الشقة وقال إنه في الأيام القادمة سيقابل بعض من الطلبة الذين سيرغبون بالسكن في هذه المنطقة لانها قريبة من الجامعة، وجعلني هذا أندم نوعًا ما، إنها منطقة غالية السعر وهي حتى ليست قريبة من جامعتي الى هذا الحد لذا أشعر إنني تسرعت بالاختيار فقط لأنني أردت مغادرة منزل العم محمد وعدم البقاء هناك أكثر مما بقيت.

لدي أيضًا دين العم محمد والذي أنا على وشك ان أسدده بالكامل وهذا يشعرني بنوع من الراحة، فأنا لا أريد أن أتأخر أكثر مع شخص أعانني في مرضي وأسكنني منزله عندما لم أملك واحدًا وكدت أبقى في الشوارع..

سبب اختياري لهذه المنطقة كان لرغبتي بالاختلاط مع الأجانب أكثر، فكلانا مختلف في هذا البلد وقد يتعرض كلانا للعنصرية لذا لن يكون الأمر بهذا السوء.. لكن بالتفكير بالموضوع الآن وقد مرت عشر أيام منذ أن سكنت هنا فلا بُدّ إن الخلل فيّ أنا كما سبق وأقريت سابقًا.. فأنا لم أجري أي حوار مهما كان سخيفًا مع أي شخص هنا من حولي.. حتى اصحاب دكاكين الخضار والمستلزمات المنزلية! فقد كان لدي ما يأويني لاسبوعين بفضل العم محمد والعم أدم.. ولم احتاج للخروج لشراء أي شيء.

صحيح لقد تذكرت، سبق وإن خرجت لشراء بضعة دفاتر واقلام لأجل دراستي، اما غيره.. فلا أعتقد.

في الحقيقة كانت هنالك الكثير من الأشياء التي تشغلني الأيام الماضية ما بين العمل في دكان العم أدم وانتظار مجيئها ولو على سبيل الصدفة.. مثلما حصل تلك المرة، هل تعلمين؟ لازلت حتى هذا اليوم أفكر.. لماذا بدوتِ وكأنك تهربين مني ذلك اليوم؟

هنالك العديد من الأسباب فيّ والتي ستجعل إي شخص ينفر مني، أنا أقر بذلك ولكن.. اتساءل لو إنكِ تريني مثلما يراني الجميع؟

على الجانب الأخر أنهكت نفسي في الدراسة، فلطالما اعتدت افراغ وقتي فيها متى ما شعرت بالاستياء او حتى الفراغ، ببساطة.

وكان هنالك شيئًا آخر.. شيء لازالت في داخلي لم أعتده على الإطلاق، وهو الهروب من يونيل، هو يتبعني أحيانا ويحاول محادثتي في أحيان كثيرة، أن السبب الذي يجعلني أرفض سماعه في حين أني قادرعلى فعل مثل هكذا أمر بسيط هو لأن في داخلي خوف.

أنا أعلم إنني سأصدقك بسهولة، وإنك ستجعلني ألين بمنتهى البساطة، لأنني لازلتُ لست أكرهك يقينًا حتى هذه اللحظة، لكن الانحدار الذي في حياتي يكفي وأنا لن أقبل مزيدًا من الاخفاق!

اعترض يونيل طريقي منذ يومين بعدما غادرت قاعة المحاضر وهددني قائلاً إنني ان لم أتي معه إلى مكان منعزل للحديث فيسحدثني هنا في وسط الممر وقد يسمع الجميع ما يقوله، فأجبرني على الذهاب معه وغادرنا المبنى ثم توجهنا الى اقرب مكان في الحديقة، كنتُ هادئًا ومستعدًا للرد مهما حدث... لكني لم استطيع قول اي شيء عندما قال:

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن