أنتهيت من صلاتي فجمعت سجادتي واعدتها الى مكانها ثم خرجت لأجد أن أبي قد عاد من المسجد بعد أن صلى العشاء وكان يبدو وجهه متأسفًا بعض الشيء كأنه كان يفكر في شيء ما داخل عقله لكنه لم يتحدث او يقول اي كلمة، وعندما جلسنا على مائدة العشاء سئلته أمي ان كان هنالك شيء سيء قد حدث في المسجد من جديد، فشرب حساءه ثم اجابها أخيرًا:كلا.. لكن هنالك شيء جعلني أشعر بالشفقة قليلًا، تعلمون أمر ذلك الشاب المصاب الذي بقي في المسجد هذين اليومين؟ كان محمد قد وعده بأخذه الى منزله بنفسه، وهذا ما حدث فعلًا بعد صلاة العصر اليوم.. ذهب محمد لكنه عاد والشاب معه، وعندما سألناه عما حدث معهم كان اكثر حيرة بعد..
قال إنه شاب يتيم لكن هنالك من تسلط عليه وضربه ورماه في الشارع، وحتى صاحب المنزل الذي استئجره للعيش به وحيدًا قد طرده ورفض أن يدخل منزله بعد الآن، يقول محمد انه تحدث مع صاحب المنزل على أنفراد وحاول أن يفهم منه السبب فاخبره بأن هنالك من تسلط على هذا الشاب وهو يخاف على نفسه وعائلته وأصر على عدم استقباله بعد الآن..
لا يكفي هذا فحسب بل أنه حتى عندما دخل ليحزم اغراضه فقد وجد حال المنزل مقلوبًا على عقبه، وكل اغراضه قد سرقت حتى اوراقه الرسمية، وتعلمون ان لا أحد هذه الأيام يؤجر للاجانب إلا باوراق رسمية خوفًا ان تكون هجرة غير مشروعة.. لكن الشاب هذا اصوله فقط هي الاجنبية انه من كوريا الجنوبية مثلنا تمامًا هل تتخيلون هذه الصدفة؟ وولد والداه هنا في البلد لذا فهم يحملون الجنسية البريطانية ولا يحملون الكورية بالأساس.. لذا فأمره صعب قليلًا، اشفقت عليه.. واشفق الجميع عليه وقد تركت الاخ محمد يحاول ايجاد حل له وكان يتحدث الى الشيخ في أمره.
بعد الاستماع الى ما قاله أبي بقينا انا وأمي بلا تعليق فلم نكن نتوقع إطلاقًا أن يكون حاله صعب الى هذه الدرجة، سألته امي ان كان يعرف عما ينوي الاخ محمد فعله لكنه التزم الصمت غير متأكدٍ.
في حين بقيت صورته وهو ملقي في الشارع ذلك اليوم في عقلي فجأة.. واعتصرني قلبي بشفقة! لم أظن يومًا بربي سوءًا فربي لا يظلم أحد لكن يا ربي ماذا عن مثل هذا الشخص؟ فليس له من يأويه او يستقبله وحياته في خطر وهو جريح، لا يسعني أن افكر سوى بك، أنت الوحيد الذي تنظر الى عبادك وتعطف عليهم اكثر من أي بشري..
-جيني..
ناداني ابي وعندما رفعت ناظراي اليه وجدته ينظر إلي بعتاب وعطف كبير فوقها رحمة: هل ستبقى ابنتنا عاطفية هكذا دومًا يا امها؟ هل تذكرين عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها واخبرتها عن فتى متسول يستخرج من النفايات طعامًا فيمسحه بيديه ويأكله.. فبكت وظلت تسألني عن الفتى لمدة يومين؟زفرت بسرعة وقد ابتسمت ابتسامة حاولت بها كسر الجو وطلبت من أبي التوقف عن تذكيري بهذه الحادثة في كل مرة، عندها سحبني من وجهي اليه وقبلني عند وجنتي وهو يخبرني إن الرب يحبه فابتلاه بي.
أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...