خرجت بصعوبة من ذلك المكان ومشيت ومشيت محاولًا الابتعاد قدر الإمكان، كنت غاضبًا جدًا.. لكنني عجزت حتى عن أخراج غضبي هذا، واضطررت على التصرف بشكل طبيعي أمامهم..لكن مثل هذه الصدفة العجيبة جعلتني افكر قليلًا، محمد هو اب يونيل.. فهل يعلم أباه عما يفعله شيئًا او عما تورط به؟ قطعًا يملك فكرة فلماذا سيتركه يبيت في مكان اخر غير المنزل إذًا؟.. لذا هل أخبره عني؟ لكن العم محمد لم يكن يبدو وكأنه يعرف مالذي فعلته حتى الآن..!
عليّ أن أغادر هذا حتمي!
مشيت وعقلي لم يكن في صوابه كثيرًا لكنني استفقدت شيئًا ما فتلمست جيوبي، انه الدفتر! أين هو؟ هل أسقطته؟ انا حتمًا لن أغادر من دونه، إنه الشيء الوحيد الملموس منها أافقده هكذا وانا الذي عزمت مسبقًا إنني لن أفعل!
عدت على طول الطريق الذي سلكته وانا أبحث في نظري هنا وهناك حتى إنني سألت بعض الذين صادفتهم ان كانوا قد رآوه لكن لا أحد اعطاني جوابًا شافيًا، وهكذا مشيت حتى وصلت الى ممرات لم أمر بها من قبل فقط على أمل ان أكون قد مريت منها ونسيت الأمر.. لكنني توقفت في المنتصف وأنا استوعب إنني بدأت اهذي وان علي اخذ نفسًا عميقًا للتفكير بشكل سليم بدل البحث العشوائي هذا..
فالتفت عائدًا من حيث أتيت، لكنني سمعت صوتًا غريبًا مثل صوت خطوات، ما جعل عقلي يتنشط فجأة ويتوجس من الأمر بشدة فالتفت وناظرت حولي ثلاثمئة وستون درجة! لكن لا نتيجة.. نظرت للاعلى وإذ بي ألمحه، إنه هو!
ركضت خلفه فأركض انا في الممر ويركض هو فوق البناية محاولًا الوصول الى نقطة لا أدري ما هي لكنني لم أفلته إطلاقًا، واصلت رغم علمي إنه جاكوب.. وربما أعتبرتها فرصة لرد حقي منه والأنتقام لما فعله بي!
كل جزء في جسدي بات يؤلمني فتوقفت في مكاني واسندت يدي على الجدار حتى ان قدماي قد ارتجفتا فسقطت ارضًا رغم إنني لم أركض سوى ممر واحد او نصفه!
أبيت تركه يفعل ما يحلو له وفي منتصف النهار إنها جرأة تكاد تجعل دمي يفور غضبًا لذا صرخت في أعلى صوتي: أيها الحراس، أيها الحراس هنالك دخيلًا في المسجد، هنالك دخيلًا في المسجد! هل تسمعونني؟ ايها الحراس!
وناديت بكل ما أوتيت من قوة، ومرت بضعة لحظات على نداءاتي المتكررة هذه وقد حاولت خلالها أن اقف على قدمي من جديد، وفجأة وصل حارسان عندي فنظرا لي بدهشة عندها أشرت لهم الى الاعلى فورًا، فذهب الأول وبقي الثاني الذي سألني ان كنت قد تأذيت بسبب المقتحم هذا، لكنني طلبت منه ان يتبع الحارس الأول وإنه لم يصيبني شيء إلا التعب.
لولا إنه قد أصر على البقاء، واسندني حتى أمشي، كان هنالك ألم مريع في قدمي لا أعرف سبب ظهوره فجأة بعدما هدأ.. لم اركض الى هذه الدرجة.
اخذني الحارس الى غرفة الشيخ رغم إنني حاولت الفلات منه وتدرعت إنني ارغب بالذهاب الى الحمام لكنه أصر الا أن يأخذني إليه! شككت في إنه ضيق العقل! اخبرك إنني بحاجة الى الحمام هل لك أن تسمعني!
![](https://img.wattpad.com/cover/366830749-288-k652429.jpg)
أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...