٥

62 5 102
                                    



إن ما يجعلني محتارًا هو متى أحببتها هكذا؟ ولماذا أنا سعيد حتى بتأملها من بعيد، كنت اواضب على حضور المحاضرات الاسبوعية رغم إنني لم اكن أدخل لها حتى واظل امشي في الحديقة اما انتظرها او احاول مراقبتها..

وعندما ينتهي وقت المحاضرة ويغادر الجميع في نفس الوقت ويزدحم المكان.. يصبح سيرهم ابطئ.. فيكون بامكاني رؤيتها لوقت أطول، بل إنها لا تغادر إلا بعدما يفرغ الممر من الرجال، فتقف في مكان معين لانتظار والدها للمغادرة معه، وتستغرق هذه العملية بضعة دقائق وأحيانًا تطول الى أكثر من ذلك..

كنت أبحث عن تلك القطة.. فلم آراها اليوم اطلاقًا مهما بحثت، لذا عندما مرت الاخت سكينة من عندي بعد انتهاء المحاضرة سألتها: هل يا ترى تعلمين اين بامكاني العثور عن قطة المسجد؟ البرتقالي؟

نظرت الي باستغراب بالبداية لكنها ابتسمت عندما اخيرًا فهمت الأمر لتقول: انت تعني تلك القطة البرتقالية؟ انها ليست قطة المسجد لقد كانت ابنة الاخ ادم هي من احضرها الى هنا.. وبقيت بضعة ايام ثم اطلقتها بنفسها الى الشارع..

غادرت وبقيت انا في مكاني افكر في هذا.. هل كنتِ من أحضرها الى هنا؟ هل بسبب ذلك الجرح في قدمها؟.. حاولت ان افكر بالسبب الذي دفعها لجعلها تجلب القطة الى هنا ثم تطلقها وبنفسها الى الشارع! كأنها كانت تحميها من الشارع ثم بعد ذلك تسلمها اليه بكامل ارادتها!.. لماذا لم تبقيها هنا؟ فهذا سيكون المكان الاكثر أمانًا بالنسبة لها؟

وبينما كنت واقفًا هنالك اقترب مني العم أدم الذي سألني عن حالي فاخبرته إني بافضل حال، عندها قال:

لقد سألت محمد عن وضعك صباحًا واخبرني إنك تتعافى بشكل أسرع هذه المرة، لا بد إن اصرارك هذه المرة يجعل الأمر مختلفًا.. حتى إنك لا تفوت المحاضرات وتأتي لحضورها في كل مرة!.. لكن أخبرني، لماذا لا ارآك داخل القاعة على الرغم من أنك تأتي الى المسجد في كل يوم يوجد فيه محاضرة؟

الطريقة التي ختم فيها كلامه جعلت مشاعري ملخبطة فبعدما كان يبتسم اليّ وهو يحادثني بكل ود حتى إني شعرت لوهلة بحنينه واهتمامه بي! رغم إني غريب عنه.. لكنه يفاجئني بصراحته في النهاية، فيكون كأنه يقول: أنا أعلم إنه يحدث شيء ما معك!.. وبسؤاله ذلك كأنه يقول إنه يعطيني الفرصة! الفرصة للاعتراف بنفسي..

وكيف اعترف؟ كيف أخبره إنني آتي فقط لرؤية ابنته! وإني اتخذ من هذا حجة ولا شيء آخر! لكن كيف كشفني؟ كشف أمري إني احب ابنته! هل رآني وهو يعرف كل شيء؟ هل هو يعطيني فرصة فقط لأراحة ضميره! ويريح ضميره لماذا؟ سألت نفسي!

ربما لأنه سيؤذيني! أنا أعلم ان الأباء المسلمون متشددون للغاية.. خصوصًا بشأن بناتهم لذا.. لا بُدّ أن الأمر سيكون عنيفًا هذه المرة!

لا بأس كاي.. لقد اصبحت لديك مناعة مؤخرًا بشأن الضرب، الأمر لن يكون بهذه السؤء.. ربما، لكنني سأحتمل هذا، أجل، عليّ ان احتمل الأمر واسكت فقط، لن أبرر وان أدخل معه في جدال يجعل الأمر أكثر سؤءًا!

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن