زعل مني.. عندما حاول يومها أن يجعلني أتحدث وأخبره عما حصل لكنني ما عرفت كيف أروي له ما حصل، وما كانت لي الرغبة بذلك، شعرت بأنني أود نسيان كل تلك اللحظات فهي الآن تثير غضبي واشمئزازي، أشعر بأنني أود مسح ذلك من ذاكرتي إلى الأبد!كيف تمادى عليّ رجلًا غريبًا؟ وقد عدني ديني كالقمر بعيد لا يلمسه أيّا كان! كرهت ضُعفي وتمنيت لو أبعدتُ ذلك الجسد الغليظ وقد جثى فوق كُل حيائي تلك اللحظة! إنه الشيء الذي خافت نفسي في دواخلها منه دائمًا! كيف يتمادى عليّ غريبٌ! كيف؟
وعندما شارف الطريق على الأنتهاء يومها، وشارفت سورة يس التي كنا نستمع إليها على الأنتهاء أيضًا.. وككل مرة كنتُ استمع فيها لهذه السورة كنتُ أواجه صعوبة في التحكم بمشاعري ولا بد أن أبكي طالما سمعتها، لكنني حقًا لم أود البكاء في ذلك الموقف، لذا أخرجت السماعة من أذني على الفور وأدعيت إنني أتجهز للنزول.. لكن كانت هنالك بعض المسافة حتى أصل وهكذا لم ينصرني الموقف.
عندها أفلت هو يدي رويدًا فسحبتها وقد تعرقت قليلًا بعدما كان يلزمها لمدة من الوقت، فاخذت نفسًا عميقًا عندما أخيرًا سألني:
ألن تخبريني بما حصل؟
ناظرته لعله يُدرك إنه هذا ليس باستطاعتي لاسيما في هذا الوقت بالذات.. لكنه ظل يناظرني بذات الطريقة وكأنه هو أيضًا يخاطبني ويقول: أنا لا استطيع تجاهل الموقف أرجوك افهميني!
أنا أعلم ذلك.. أنا أفهم نظراته! قلبي يستطيع قراءة ما تقوله عينيك لكنني رغم ذلك قررت إنني لن أتحدث تلك اللحظة.. وهكذا توقفت الحافلة في ذات الوقت وأُجبرنا على النزول حتى قبل التوصل إلى حل وسط..
مشينا حتى وصلنا المنزل الذي كان قريبًا من موقف الحافلات ولم يسعنا الطريق لقول كلمة، لكنه وعلى أخر ذلك الطريق حاول من جديد عندما كُدتُ اعطيه ظهري لأدخل فأمسكني من معصمي حتى التفت له وناظرته متفاجئة من أصراره وحركته هذه!
عندها أفلت يده بسرعة حتى لا يرانا أحد -ربما من سكان الحي أو من في المنزل- وناظرني نظرة لينة وهو يقول: لن أستطيع أيقاف عقلي عن التفكير..
سألته رغم إنني فهمت: عن ماذا؟
أجابني والصدق يفيض من نبرة صوته والطريقة التي اشاح بنظره الى الشارع كما لو إنه قد أباح بسر خطير عن نفسه للتو: عن التفكير بك..
ثم يصمت لثانية، وهكذا كأنه قد استجمع شجاعته من جديد للنظر إلى وهو يبوح بمشاعره للمرة الأولى بكُل هذه الراحة للنظر إلى داخل عيناي يسترق منهما أجابة أو رد فعل: في الفرح أنتِ تطرقين عقلي.. وفي السوء أنتِ لا تبرحينه أطلاقًا.كانت حيلتي الوحيدة.. لاسيما هذه اللحظات وقد فاض قلبي وخجلي من كلامه ولم أستطيع إلا الهروب بدون أدنى تمهيد لكنه هذه المرة استطاع تصيد اللحظة المناسبة لأيقافي.. وخلافًا لحياءه في اللحظات الماضية عندما أفلت يدي بعد امساكها بلحظات لكنه هذه المرة لم يفلتها أبدًا وهكذا اضطررت لأستعمال يدي الثانية لمحاولة دفعه وجعله يفلت يدي حتى خاطرتني حيلة تلك اللحظة ولم أعرف كيف:

أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romansكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...