١٤

48 7 103
                                    


كان لدي امتحان المحاضرة الأخيرة، وعندما قرأت الاسئلة وجدتها سهلة وقد سبق وقرأتها في الأيام الماضية لذا أمسكت القلم وبدأت أحل السوال تلو الآخر وهكذا حتى أنتهيت فراجعت اجوبتي وابتسمت لأدراكي إنها لا بُد أن تكون العلامة الكاملة!

سلمت ورقتي وغادرت القاعة وعندما نظرت الى ساعتي اليدوية وجدت إنني انتهيت قبل ميعاد انتهاء المحاضرة بنصف ساعة وهكذا استطعت العودة إلى المنزل بشكل أبكر.

فتذكرت أمر الشاب الذي بات يشاركني في السكن فقد انتقل للعيش معي قبل يومين، هو صيني الجنسية وأسمه ييشينغ وللصدفة فهو يدرس في ذات جامعة جيني بما انها قريبة من هنا.

لقد نسيت أخذ المفاتيح صباحًا لانني خرجت بسرعة فقد تأخرت في الاستيقاظ لذا كان عليّ المرور الى جامعته وانتظاره حتى يخرج ثم نعود سويًا الى المنزل.

ولن اقول إنها كانت صدفة سيئة بل على العكس! كانت فكرة الذهاب الى جامعتها وربما رؤيتها كفيلة بجعلي أسعد أكثر من فكرة أدائي الجيد بالامتحان، وقد ظننت أن حظي اليوم رائعًا لذا لا بُدّ أن يستمر هذا حتى النهاية وأتمكن من رؤيتها على الأقل.

نزلت في المحطة القريبة من جامعتهم وتمشيت على طول الشارع حتى صرت أقرب الى الجامعة، وما كُدت أرى البوابة حتى ألمح شخصًا مألوفًا هناك وهو يخرج من البوابة، إنها جيني!

اسرعت في مشيي بسرعة حتى أستطيع رؤيتها بشكل أوضح، لن أفضح نفسي فهي لا تراني بكل الأحوال وكنت أاتي مع أتجاه سيرها لذا لن تراني..

لكنها فجأة تعبر الشارع على الرغم من إن الأشارة قد تبدلت الى الأخضر!.. لم يكن الشارع مزدحمًا في تلك المرحلة لكن كان هنالك ثلاث سيارات التي أتت مسرعة من نهاية الشارع وكانت أحداها تضغط على البوق لتنبيه جيني لكنها تأخرت في الاستجابة!

رميت كتابي على الرصيف وركضت حتى عبرت الشارع ثم هكذًا وقبل لحظات قليلة من وصول السيارة دفعتها الى الأتجاه المعاكس نحو الرصيف!

سقط كلانا على الارض باتجاه الرصيف وعندما رفعت نظري بحثًا عنها وجدت إنها كانت مصدومة وكأنها لم تستوعب ما حصل.. ما جعلني هذا أشعر بالقلق، مالذي كان يشغل بالك الى هذه الدرجة حتى إنك لم تكوني مدركة إنك تسيرين باتجاه الموت؟ أخبريني هل كان الأمر يستحق حُرماني منك؟

وكانت هنالك بعض أفكار الشؤوم التي تغزو عقلي في تلك اللحظات، ماذا كُنت لأفعل لو مُتِ في تلك اللحظات أمام عيني؟ ماذا كان ليحصل لو فشلت بانقاذك!

شغلتِ عقلي با جيني حتى إنني عندما وصلت الى الشارع الذي يوجد به شقتي جلست على عتبة باب البناية متعبًا، فخلعت حذائي وجاروبتي لأجد أن كاحلي متورم.. فاستغربت لأن الألم لم يكن سيئًا إلى هذا الحد، بل لم أشعر بشيء سوى منذ بضعة لحظات.

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن