١١

141 11 73
                                    


بدءا يتقاتلان أمامي وانا أقف مصدومة في مكاني ولا أعرف كيف بقيت واقفة هناك ولم أغادر، كنت سأهرب كنت سأذهب من هنا لولا أن أرييل بدأ بالبكاء وهو يمسك بي فبقيت هناك مجبرة، وحاولت أن أن أغمض عينه حتى لا يرى ما يحصل لكنه ظل يبكي وهو ينادي:

أبي.. أبي!

ما عرفت ما عليّ فعله، إن طالباتهم بالتوقف فلن يسمعاني وإن هربت فسيبقى هذا المسكين يشاهد أباه وهو يضرب ويُضرب لوحده!

فجأة، يرفع هو رأسه وينظر إلي مصدومًا كأنه أدرك للتو إنني موجودة، فيستغل أب أرييل الموقف ويقلب الوضعية فيصبح هو في الأعلى ثم يبدأ بضربه بكل وحشية دون توقف أو حتى مقاومة منه.. وقد جعلني هذا أكاد أفقد عقلي! لماذا لا يوقفه؟ لماذا لا يقاومه! لماذا..؟

أفلتُ أرييل من يدي وأنا أكاد أموت رعبًا.. سيموت على هذا الحال! هل هو مجنون؟

صحت: توقف، إنها الشرطة!

يتوقف ذلك المتوحش عن ضربه ثم ينهض وهو يتلفت يمينًا ويسارًا لرؤية أين الشرطة لكنه يدرك إنها كانت خدعة، فيتجه نحوي بطريقة أرعبتني وجعلتني اتراجع خوفًا من أن يصب غضبه عليّ مثلما كان يفعل للتو لكنه يجر أرييل من يدي ويسحبه خلفه مغادرًا المكان وهو يتوعد له قائلًا:

صدقني إنك محظوظ، لو لم نكن في الشارع لكنت قضيت على أمرك!

ثم يلتفت إلي وهو يقول: أنتظريني سأتحدث معكِ في وقت لاحق..

غادر تاركني في حالة صدمة، هل هو يهدده بالعلن هكذا! كم إن هذا أمرٌ مرعب! ثم مالذي كان يعنيه بهذا؟ هل يتحدث معي؟ وهل أعرفه حتى يفعل هذا! لم أفهم أبدًا من أين حلت علي مثل هذه المصيبة وكان التفسير الوحيد الذي بعقلي يشير اليه كالسبب الوحيد.. لكن هل أنا أظلمه وأظن به سوءًا ربما! فهما لا يبدوان على أصطلاح على الإطلاق! لكن هذا ما يجعلني أكاد أجن، هل ربما هذا الرجل يعبث معي بسببه؟

نظرت إليه وهو يحاول النهوض بمفرده، كان كلا من يديه ووجه ملطخان بالدماء نتيجة الضرب والتعرض للضرب، فاستدرت وأنا أنوي المغادرة دون حتى أن يرف قلبي شفقة عليه لكنني أتوقف بعد الخطوة الأولى فاستدير لأجد أن شرطي المرور من الشارع المقابل قد أقترب لتوه وهو يساعده.. وكان هذا سببًا كفيلًا لجعلي أغادر دون الشعور بتأنيب لكنني أسمعه وهو يخاطبني:

جيني.. توقفي!

هل يناديني.. وبأسمي؟ هل هو يفعل!.. لكن مالذي تريده مني؟ لا يربطني بك شيئًا.. لا يربطنا أي شيء!

تجاهلته وأسرعت للمغادرة لكنه في لمح البصر يعترض طريقي فيقف أمامي فاشهق فزعة فلم اتوقع منه أن يعترض طريقي هكذا، لكنه عندما رأى رد فعلي يرفع يديه في الهواء دلالة على سلميته.. وكان سيتحدث لولا إنه يتراجع كما لو إنه متردد فيما يجب عليه قوله.. لذا غيرت مساري وحاولت تجاوزه لولا إنه يمشي الى نفس الاتجاه ويعترض طريقي مجددًا، فاتجه للطريق المعاكس فيفعل ذات الأمر..

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن