إنه يوم الأحد، وهو الأحد الذي لم أعهده منذ ما يقارب السنتين، كنت أنظر الى أين أتيت، إنها الكنيسة.. لا أعرف كيف أتت بي أقدامي الى هنا، شعرت إنه كان هنالك شيء يجرني حتى أتى بي الى هنا..كان كل شيء يضطرب في عقلي اليومين السابقين، أحسست بالعديد من المشاعر المتناقضة، فعند وقوفي هناك على المنصة أتحاور مع هذا الرجل الذي كان يعرف تمامًا كيف يدافع عن دينه بل ويستخدم في هذا ادلة من كتابي المقدس، لكن لم يكن لدي الكثير لأقوله، ولأقولها بصراحه، لو كنت اقل جهلًا لسار ذلك الحوار بطريقة مختلفة تمامًا.
عندما انتهى الحوار وخرجت من هناك أعترضني احد المسلمين واعطاني نسخة من كتابهم القرآن، عندها ناظرته بعدم فهم لبرهة من الوقت، وتساءلت في داخلي إن كان هذا الرجل يمزح معي فللتو كان إمامه يحاول تغيير الطريقة التي أفهم بها كتابي المقدس لذا هل أنا بالوعي الكافي لأقرء كتابًا أخر يدّعون إنه من عند الرب؟
عندها ناظرني الأخ محمد بنظرات لم افهمها نوعًا ما ثم أشار إلي ان أغادر وربما يمكنني العودة لاحقًا لأخذ نسخة من القرآن عندما أرغب بذلك، ولا يمكنني أن أصف كيف ارتحت عندما غادرت المسجد وقتها.
ولأكن صريحًا، فقد كنت أهرول لا أمشي وكانت لدي أفكار مثل: كان علي عدم دخول هذا المكان مُنذ البداية!
وساورتني العديد من الأفكار في وقت لاحق وصولًا إلى اللحظة التي ها أنا ذا فيها أندمج مع بقية المسيحيين في الصلاة يوم الأحد، متجمعون في القداس الالهي ونؤدي كُل شيء بخشوع كبير.
خرت دموعي واحدة تلو الأخرى، لا أعلم هل لأستذكاري للطريقة التي تنحدر فيها حياتي باستمرار؟ أو هل لأنني قصرت في حق ديني وابتعدت عن ربي حتى صرت فريسة سهلة؟ أو هل لأن المرآة التي أحببتها لا ترى إنك هو الطريق الحق! وتساءلت: هل كان عليّ الأستمرار في مثل هذا الحُب؟
لا أعلم كم طالت الصلاة التي ما شعرت بها إلا وقد انتهت كأنها في لمح البصر مرت، ففتحت عيني مفزوعًا عندما ربتت على ظهري يد مجهولة، نظرت من حولي لأجد أن الجميع قد شرع بالمغادرة وإن الصفوف من حولي قد فرغت تقريبًا، وعندما التفتت لأرى من صاحب تلك اليد وجدته البابا داوود الذي أبتسم إلي، عندها تساءلت لو هو يتذكرني أم إنه فقط قد أشفق عليَ بسبب مظهري الذي يوحي بحالي المنحدر.
-أنت هو أبن ذلك الرجل الكوري أليس كذلك؟ ما كان أسمه! لقد كان يزور الكنيسة بكثرة منذ فترة.. اعتقد إنه قد مر سنتين منذ أخر مرة رأيته فيها.. جوزيف أجل! أنت هو أبنه، لقد طالت قامتك كثيرًا أيها الشاب.
كان يبتسم في وجهي وهو يستذكر كل تلك المعلومات بنفسه ولم أكلف نفسي عناء مساعدته حتى، رغم إنني فهمت ما يحاول قوله منذ الكلمة الاولى.. حيث مسحت وجهي ثم عدت لأنظر إليه بفراغ من جديد وهذا ما دفعه لحثي على الجلوس على المقعد وهو يسألني عن سبب قدومي فجأة، والأهم: لماذا أتيت بمفردك؟
أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...