كان يونيل يجلس في الوسط وهو يحني رأسه وسط حالة من الشعور بالعار والدونية، على يمينه جلس العم محمد الذي كان يبدو مغيبًا عن الواقع لمرات كثيرة، فكأن عقله لازال يستوعب الصدمة.. شيء كان موجودًا أمام عينه طوال هذا الوقت لكنه غفل عنه واهمله الى هذا الحد.. وربُما لو كنتُ أعرف العم محمد جيدًا فهو يلوم نفسه بشدة الآن وكأنه المسؤول عن كُل هذا!فتح يونيل فمه وكاد يتحدث وقد التفت إلى والده يناظره بترجي: أبي..
لكن العم محمد قد رفع يده على الفور واسكته قائلًا: أنت فالتصمت!دع كاي يتحدث أولًا..
ثم نظرا إليّ بالاضافة إلى العم أدم الذي يبدو بالحيرة الكافية التي تجعل عينيه تحكي الكثير، فكأنه أحس بوجود شيء لكنه لا يستطيع السؤال ولا يقوى على التوقع فأن ما يخبره به عقله يبدو بالنسبة إليه أقرب إلى الهراء والمستحيل! فمالذي قد يورط يونيل بالمخدرات؟ لعله يتساءل..-أنه يسألك كاي.. الا تملك إجابة؟
بادر العم أدم بعد بضعة لحظات من الصمت، كنتُ أفرك يدي ببطئ فأنا متوتر ولكنني لا أُريد أن أخيف العم محمد أكثر بتوتري، افكر بهذا على الرغم من أن حاله لم يكن يشير الى أي شيء إيجابي.. هو يبدو أقرب الى أن يكون متأكدًا ويبحث عن الدليل لأخراس صوته الداخلي أن حاول وبرر!وفي نفس الوقتُ كنتُ أعلم إنك تستمعين من بعيد.. في الزاوية أنت ووالدتك فأنتما بقيتما واقفتان عند باب المطبخ.. تخجلان ربما من التقدم أكثر بينما يمنعكما القلق والفضول من الانسحاب للداخل، وهكذا علمتُ أن الأمر سيكون صعبًا.. رغم ذلك، كسرتني نظرة العم محمد.. لم يكن يليق به الانكسار والشعور بالعار بهذه الطريقة! هذا أجرامي على شخص طيب مثله!
وهكذا، ساقني شعوري الداخلي بالغضب، فتحدثت: رأيته أول مرة.. وكان بحوزته كيس من ذلك.. أعني كيس مخدرات.. وظننت أنه كان يتعاطاها، عندها..
أخذت نفسًا عميقًا وحاولت قول كُل ما أعرفه رغمًا عن أي شعور بالتردد قد يمنعني:أقسمَ وقتها على إنها ستكون المرة الأخيرة، وقال لي إنه سيقلع عنها وهكذا تركته ولم أضغط عليه في البداية.. لكنني كنتُ أخاف أن يعود ويضعف.. لذا راقبته وبقيت معه أكبر وقت ممكن حتى لا ينفرد فيلجأ لها من جديد، وقد مرت فترة وبدا إنه كان قد تحسن وصار أفضل من ذي قبل.. لكن سرعان ما اُصدم برؤيته يحمل أكياس المخدرات بعد ذلك ببضعة أسابيع.. وهذه المرة كانت الكمية أكثر بأضعاف! وهنا بدأت أشك في أنه لم يكن يتعاطاها.. بل إنه كان يبيعها في الأساس!
بعد الذي قُلته كانت قد توجهت كُل الأنظار إلى يونيل من جديد وسكتُّ أنا لشعوري إنني تحدثت بما فيه الكفاية واعطيته الفرصة للتبرير ربما أو التعبير عن شعوره بالذنب وقد استغل هو الفرصة على الفور وراح يبرر متجهًا بجسده لوالده الذي ينظر للأمام متجاهلًا كُل كلامه والدموع التي تُغرق عينيه حتى:
أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romanceكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...