١٧

60 7 148
                                    


بعد أنتهاء الصلاة، كنت أقف في مكان ما حيث أستطيع سماع حديثهما، ويخالجني الشعور بالتوتر والخوف، ماذا لو رفض العم أدم؟ تساءلت.. لكنني أكسر مخاوفي هذه بالدعاء، فالعم محمد قال إن الدعاء يمكن أن يحقق حتى المعجزات.

أقتربت قليلًا حتى أستطيع سماع حوارهما حيث سمعت طرفًا له عندما قال العم محمد: لذا ماذا تعتقد يا أدم؟

وهنا التفت العم أدم إلي ورآني صدفةً، وظل يناظرني حتى ظننت إنه يفكر بالموضوع حتى يرفضه لكنه يشير إليّ ويناديني حتى أاتي وهو يبتسم لي، فأشعر بنوع من الاستغراب وأنا أتساءل عمّا يحصل.

اقتربت منهم وفي داخلي تردد ما.. لكنني أتوكل على الله، فالعم أدم ذاته سبق وأخبرني بأن عليّ التوكل على الله في جميع أموري لذا تقدمت وأنا أتشجع بذلك.

ألقيت التحية: السلام عليكم.

فردوها عليَّ: وعليكم السلام ورحمة الله.

نظرت للعم محمد ولم أفهم منه إن كان قد قام بالأمر وأبلغه أم لا، وفي نفس الوقت باغتني العم أدم بسؤال: أصحيح ما يقوله عمك محمد يا كاي؟

ترددت في الإجابة وكان لدي شعور ما بأن عليّ الحذر لكن شجاعتي التي بدون سبب الفترة الماضية قد أوقعتني من جديد: أجل..
لكنني كنتُ رغم ذلك متكتمًا قليلًا وحذرًا على الأقل حتى هذه اللحظة... فأنا كنتُ مستعدًا لجميع أنواع ردود الفعل التي من الممكن أن يبديها العم أدم في الموضوع، وأحداها هي الرفض، حيث بادر هو على وجه متحير ومتردد:

لكن.. الزواج من مسلمة في مثل هكذا فترة حساسة.. إنها لخطوة جريئة هل أنتَ متأكدٌ منها؟

أجبتهُ فورًا: طبعًا.

لكنه يبدو أكثر حيرة بسبب ثقتي التامة لذا يناظرني نصف نظرة وهو يحاول أن يعقل موقفي وسبب رغبتي القوية فيضحك لوهلة كأنه عجز في ذلك وغَلَبه الذهول وعندها يسألني بتحدي: كم مرَّ على دخولك للأسلام يا كاي؟

أجبته: حوالي ثلاثة أسابيع.

فيستنكر متعجبًا: وتريد الزواج من مسلمة فورًا!

يحاول العم محمد الدخول في الحوار فيقول: لعل عمك أدم محقًا يا كاي لذا لماذا لا تتريث قليلًا؟
نظرت للعم محمد نظرة صدمة وكم رغبت أن أساله إن كان هو حقًا الشخص الذي طالبته بمساعدتي فهل يقف بصف العم أدم عليّ الآن؟ لكنني بالطبع لم أستطيع أن أعاتبه حتى فهو والعم أدم يملكون أفضالًا عليّ وأنا أخجل أن أعارضهما حتى..

لكن عدم معارضتهما في أي موضوع شيء.. وموافقتهم في هذا الموضوع بالذات هو شيء آخر! وكما أستعديت سابقًا وتحزمت بالمعلومات بدأت أتلوها بثقة:

علَّمنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم إن الزواج شطر الدين فهو شعبة من الدين وفرض من الفرائض ومن أسباب العفة وغض البصر والإعانة على تجنب محرمات الله! و..
كُدت أكمل وأدخل بالعميق لولا إن العم أدم الذي ضحك مذهولًا مني قد قاطعني وقال مخاطبًا العم محمد: هل هذا الذي أسلم بالأمس يعلمنا بالأسلام يا محمد؟

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن