١٦

158 9 153
                                    


-هل ولدت مسلمًا؟
سألته، فهز رأسه وعلى وجهه ابتسامة ندم او استحساف وهو يؤكد: كلا.. يا ليت!

-لماذا أخترت الأسلام إذًا؟

أخذ نفسًا عميقًا وبدل أن يجيبني طرح عليّ سؤالًا: أتعرف قصة النبي إبراهيم؟

-أجل.. يعرفها الجميع.
اجبته عن جهل، لكنه هز رأسه وطلب مني البحث عنها، البحث عنها بصدق! ولا يكفي ذلك فحسب بل أنه طلب مني ألا اضيق نطاق بحثي بمكان وأن أشمل الكتب الثلاث، القرآن والانجيل والتوراة!

-لكن.. عم محمد لماذا تطلب مني البحث عن هذا؟ أعني.. لقد سئلت عن إعجاز قرآتي فحسب هل هذا مهم؟
سألته كمحاولة أخيرة للمفاوضة وبصراحة لم يكن لدي ذلك الدافع العظيم للبحث.. خصوصًا وإن موضوع البحث هذا قد أنهكني الفترة الماضية لذا كان لا بُد إنني سأتهاون هذه المرة..

لكنه ينهض من مكانه ويأتي بالقرآن فيفتحه من المنتصف وهو يبحث باصبعه وعينه عن نص معين حتى عثر عليه آخيرًا فأبتسم ثم قال وهو ينظر إلى النص: أتعلم؟ لقد بدأت رحلتي في البحث من هذه السورة.. قبل عشر سنين.. أتود أن تُجرب؟
ويبدو أكثر ثقة حيث يبدأ بالشرح ثم تلاوة الآية دون حتى أن يفسح لي المجال للأجابة او ابداء رأيي:

هذه الآيات تشرح قصة سيدنا موسى (عليه السلام) فعندما اختاره الله ليلبي رسالته ويدعوا لعبادته وحده رفض قومه الإيمان بالله فقالوا له: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرًا، فطالما إنك تراه أم تسمع صوته فأسمعنا أياه حتى نؤمن به! رفض هذا القوم رسالة الرسول! وهكذا نزلت بهم الصاعقة من الله وماتوا بها.

فدعى سيدنا موسى (عليه السلام) الله وطلب منه أن يعيد احيائهم من جديد ويسامحهم على ما فعلوه.. يمكنك إيجاد هذه القصة بوضوح في الآية من ١٥٣ الى ١٥٥ في سورة الأعراف.. لكن ما أود أن ألفت أنتباهك له هو تحديدًا في الآية اللاحقة لهذه الأيات فبعدما دعى موسى ربه أجابه الله تعالى وقال:

قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ {١٥٦} الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذي يَجدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِْنجِيلِ يَأْمُرُهُمِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهَمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّزُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {١٥٧})

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن