٢٢

40 4 100
                                    



-أرجوكِ كاي.. لا تخبري أبي بذلك! هذه المرة صدقني هو سيتبرء مني! لن ينظر إلى وجهي حتى!

يونيل الذي أتى بمثل ذلك الخبر وجرني معه للبحث بشكل سري عن ذلك المجهول الذي أدخل المخدرات الى المسجد استمر بالتوسل إليّ حتى لا أخبر العم محمد بهذا الذي أتى به وهو يقسم إن لا علاقة له بهذه الفعلة ويزعم إنه سمع رجال جاكوب وهم يتحدثون بذلك ويؤكدون الأمر بينهم منذ ساعة فأتى راكضًا إلى هنا.

هذا يجعلني لا أستوعب الأمر أكثر! ولم استطيع منع نفسي من سؤاله بسبب شكي: وكيف شفى جاكوب من علته بعد بضعة أشهر فقط! أتعلم كم كانت أصابته شديدة؟

لكنه برر لي بطريقة شعرت وكأنها صادقة، فالصدق والخوف كانا يتقاتلان في عينيه لأثبات نفسيهما: والله لا أعرف كيف نجى منها هذا الرجل! لكنه يتجول وهو يحمل معه أنبوب تنفس أم لا أعلم ماذا.. وأجل! هنالك ثقب في أسفل عنقه، هو مجبر على التنفس من ذلك الثقب إلى نهاية حياته! لم يعد كالبشر الطبيعيين مثلي ومثلك! لكن لا بُدّ أنهم أجبروه على النهوض وإكمال ما كان يفعله قبل الحادث..

ذكره للحادث واستذكاري لتلك الفترة العصيبة.. أنا فعلًا لم أكن اعلم كيف سأنجو من ذلك الموقف وقتها.. وبالتفكير بالأمر الآن فهذا يصبح أكثر وطاءة عليّ! وقد كنتُ رافضًا لعرضهم العدواني ذلك رغم إنني في دواخلي كنتُ أشعر بغيض ربما من هذا الدين الذي يُبعدني عن التي أحُبها! لكن كانت هنالك قوة في داخلي ولا أعرف مصدرها حتى! قوة تُخبرني إنني قادر على الرفض وآنني أستطيع النجاة منهم! لكن الواقع كُله يخبرني الآن إن ذلك الحادث الذي حل بجاكوب كان عبارة عن رحمة اُنزلتْ عليّ!

أتخيل لو إنني أُجبِرتُ على فعلها في النهاية! وأنا لا أستطيع أن أجزم وفي هذه اللحظة إنني كنتُ لأصمد حتى النهاية.. وهنالك أيضًا الأمر الذي هددوني فيه..

أدركت بعد هذه اللحظة وأنا على الأسلام الآن إنني قد أقترفت ذنبًا عظيمًا بمشاركتي لهم في تلك السرقة! وإنني كنتُ أُشاركهم في هذه المحاولات لهدم المسجد دون حتى أن أُدرك!

لكن ما يجعلني أشعر بالذنب والرهبة للحد الذي يرتجف قلبي فيه في كُل مرة استذكر فيها الأمر كما هو عليه الوضع الآن.. إنني فعلًا قد أذنبت بمثل هذا الذنب الكبير! فأني قد شاركتُ فيه، وحتى لو لم أشارك فيه وصمت فقط!.. فأنه يقال عن الساكت عن الحق إنه شيطان أخرس!

يا الله.. ما هذا الأبتلاء العظيم؟ إنني أُعذب الآن على ما فعلته قبل معرفتي للحق، إنني أشعر بأني كاذب ومنافق الآن! وأنا أبتسم في وجه هؤلاء المصلين في كُل يوم.. إنني أشعر بغصة في داخلي وأنا أحضر دورة تحفيظ القرآن ولكن ذلك القرآن يحكم عليّ بقطع اليد لسرقة فعلتها!

(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{٣٨}) [سورة المائدة]

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن