٢

293 10 100
                                    


دب الألم في جسدي فجأة! في كل بقعة فيه تقريبًا، وكنت أشعر بالقليل من الخدر في أطرافي، نظرت الى السقف من فوقي وأنا لا أزال في صدمة وجمود.. هل أنا لازلت على قيد الحياة؟

حاولت رفع جسدي فتفاقم الألم لذا عدت الى موضعي السابق وحاولت استكشاف هذا المكان الغريب شيئًا فشيء.. لكن ما صعقني هو فكرة إنه لم يكن بغريب عليّ على الأطلاق! لقد جئت هُنا سابقًا!

إنها الحُجرة التي سرقنا منها صندوق المال!.. أكاد أجزم إني استطيع تذكر جميع تفاصيلها حتى إني عجزت عن النوم ليلتها، فحاولت جعل جسدي ينسى الأمر قسرًا وينام قسرًا فشربت الخمر حتى الفجر..

وقع الأمر في الساعات الأخيرة من الليل، فبعدما ذهب المسلمون الى منازلهم وغادروا المسجد كنا أنا وجاكوب ننتظرهم عند زاوية بعيدة في الشارع الفرعي فانتظرنا لبضعة دقائق حتى تأكدنا من أن لا أحد هنالك سوى الحراس..

كنت شاردًا وانا أدقق النظر في كل اولائك الناس الذين حضروا في هذا الوقت المتأخر من الليل على الرغم من ان غد هو يوم دوام رسمي.. فقط للصلاة!

سحبني جاكوب وانتزعني من وسط افكاري تلك، وتسللنا بطريقة ملتوية فعبرنا الجدار وسلكنا ممرًا ضيقًا ثم استعملنا احدى النوافذ لدخول المكان، كان جاكوب يعرف الطريق الأمثل بدقة، لم افكر بكيف عرف كل هذا وكل ما كنت افكر به هو متى ينتهي كل هذا!

وصلنا الى الحجرة، عبث جاكوب في قفلها بواسطة سلك رفيع جدًا من المعدن وكان هذا جزء من عمله تقريبًا وهو يعرف كيف يفك الأقفال.. استغرق بضعة لحظات حتى صرنا داخل الحجرة!

لم افهم كيف وصلنا، هل كان الأمر سريعًا الى هذا الحد؟ فمنذ لحظات كنا في الخارج!.. أم لأنني كنت شاردًا و لم أكن في وعيي خلالها؟ لا أستطيع ان أجزم.

كانت حجرة متوسطة الحجم، معزولة جيدًا ومليئة بالرفوف التي شغلتها اعداد كبيرة من الكتب باحجام مختلفة  وبعض الاوراق، كما كان هنالك زاوية ما حيث عُلق عدد من القلادات الغريبة فيها، وتتكون من كرات صغيرة متراصة بألوان موحدة.

كانت الحجرة تعطي هالة من الخنقة فهي كانت مغلقة ولا يوجد لها اي نوافذ وأغلب جدرانها مشغول بالاغراض.. ربما ظننت هذا لأنني كنت متوترًا.. فهي ليست كذلك الآن على الأطلاق!

ينبع منها رائحة معينة لم أشمها من قبل.. كانت هادئة وغريبة بشكل جعلني استيقظ بسرعة أكبر، نظرت الى اقصى الزاوية حيث كان مكان الصندوق المسروق خالي ولا شيء يشغله، فشعرت بالاختناق فجأة وداهمني السعال الذي فيه شعرت أن روحي ستخرج!

ووسط معاناتي تلك مع السعال والخنقة والألم حاولت النهوض وفشلت مرارًا حتى انني اغمضت عيني بشدة من قوة الألم وخف السعال بشكل تدريحي لكنه خلّف حرقة مزعجة في بلعومي..

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن