٩

65 6 80
                                    


-أن القرآن نزل باللغة العربية لأثبات إعجاز القرآن ولأثبات صدق الرسالة، كيف ذلك؟

تميز القوم الذي بعث الله الرسول محمد إليهم بالفصاحة والبلاغة اللغوية، يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلام ونظمه في التجمعات والأسواق، ثم يأتيهم رجلٌ أميٌ من وسطهم ويأتيهم بكتاب يدعى القرآن ويخبرهم هذا من عند الله فلا يصدقونه، فيخبرهم أنكم أن شككتم في أن هذا من عند الله فآتوا بسورة من مثله.. سورة واحدة فقط!

تخيل معي الآن إنك توجه تحدي مثل هذا الى قوم يتميزون بالفصاحة اللغوية إنه أشبه بمحاولتك أحراج نفسك، تأتي إلى وتتحداني بالشيء الذي أجيده! لكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام فعلها.. ولم يكن هذا من عنده، كان من عند الله. وكان هو يقولها بنفسه: هذا ليس من عندي بل من عند الله، مثلما يفعل يسوع في الكتاب المقدس أليس كذلك؟

في أنجيل يوحنا (يو 5:30): "... الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي."
(يو 49:12) : "لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ،"
و(يو 18:8) : "أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلّنِي"

كلها تدل على إنه نبي مُرسل، فهو لا يدعي أن هذه من عنده بل من عند الله، او بمشيئة الله حسبما وصف يسوع في انجيل يوحنا (يو 5:30).

ثم يبتسم وهو يعلق: حسنًا أرى إنك بدأت تندم على سؤالك لي لكن اعذرني فأنا لم استطيع منع نفسي من ذكر هذا، لكن لنعد الآن الى موضوعنا الأساسي وهو الإعجاز في القرآن.

الآن بعدما تحدى الرسول محمد صل الله عليه وسلم قومًا فصيحين أن يأتو بسورة من مثل هذا القرآن لم يستطيعوا ذلك، وكل محاولاتهم كانت عبارة عن نسخ الأسلوب مع تغيير بعض الكلمات وهذا ليس بمحاكاة إنها سرقة أدبية بوضوح، صحيح؟

لكن الله فعل هذا مع بعض الأنبياء، فدائما كان ما يعطي نبيه او رسوله معجزة يتحدى بها قومه لكن قومه يفشلون في المواجهة، لأنه بالطبع لا يوجد هنالك أدنى مقارنة بين قدرة الله وقدرة البشر المحدودة.

على سبيل المثال، النبي موسى كان قومه مختصين بالسحر، فاعطاه الله معجزة العصا واليد البيضاء من غير سوء، واعتبروه ساحرًا بالفعل لكن لا أحد من هؤلاء السحرة أستطاع هزيمته، وكذلك ما حصل مع نبينا أبراهيم، كان قومه يلقون البشر بالنار، ولذلك عندما القوه في النار أنقذه الله ولم يُحرق.

وهذا ما حصل تمامًا مع نبينا محمد، فالقرآن هي معجزته الخالدة، التي فيها تحدي، تحداهم الله، وحتى يومنا هذا لم يستطيع أحدًا أن يأتي بسورة من مثله، ولو سورة واحدة!..

قد تتساءل عن السبب، لماذا؟ لماذا القرآن صعب هكذا؟ هل لأنه معقد؟ كلا بل إن العجيب فيه هو سهولة حفظه، فالعديد من المسلمين يحفظون كتابهم عن ظهر قلب وهو شيء لن تجده في معظم الديانات اليوم.. لكن ما السر؟ ماهو السر في القرآن حتى يظل الى يومنا هذا وعلى الرغم من مرور اربعة عشر قرنًا لكنه لازال المعجزة الخالدة لله؟

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن