إنه اليوم الأخير لأمتحاناتي، واليوم الأخير قبل عودة أبي من عُمرته واليوم الأخير ربما.. لأيصالهُ إلي ومرافقتي في طريق الذهاب والعودة من جامعتي في كُل امتحان..لا زلتُ أهذي كالحمقاء وأنا معه، وهنالك عدد لا يُحصى من الأفعال الغبية التي أفعلها في كُل مرة نلتقي فيها، ولازلت أتوتر كلما رأيته وكأنها المرة الأولى، لكن قلبي من الداخل كان يشعر بالحماس مثل حماس طفل في الأيام الأولى لأمتلاكه لعبة مُمتعة، وبكل لهفة كنت أشرد مع نفسي أحيانًا فأسأل نفسي: هل أنا في حُلم؟ الحلم الذي لم أجرؤ على تخيله حتى!
أحيانًا أفتح كتابي واحشر رأسي فيه بداعي مراجعة دروسي لكن عقلي كان غير قادر على تجاهل فكرة إنه يجلس إلى جانبي بكل هذا القُرب، وأما بشأن قلبي فالأمر كارثي إلى حد إنه يهوى قضاء الوقت معه أكثر حتى من فكرة التركيز في مراجعة أمتحاني!
لكنني أحيانا أحاول أن اهز رأسي بسرعة حتى تتلاشى تلك الأفكار الغبية..
في أحدى المرات شعرت وكأنه يطيل النظر إلي، لكنني تجاهلت ذلك وبقيت مُركزة في كتابي، على ذات الصفحة وذات السطر والكلمة..! لكنني في لحظة ما أستسلم فأذ بي أجد نفسي وأنا أنظر إليه فأراه هو أيضًا ينظر إليّ، وهو لا يُذعر أو يخجل حتى من فكرة إنني كشفت أمره، بل يبدو هادئًا وكأن لا خطب في ذلك.. هل لا خطب؟ إدًا لماذا لا يكف قلبي عن الرقص وكأنه ما عرف الصمود يومًا؟
-هل رُبما تحتاجين لمساعدة؟
طرح سؤالًا عليّ.. وكدت أفتح فمي ببلاهة مُخجلة لأن عقلي لازال لم يعد لمواكبة وظائفه الفهمية والأدراكية بعد، فيضحك وكأنه يأخذني مُزحة هُنا.. ثم يستأذن ويسحب مني الكتاب برفق ولا أزل لم أسمح له أصلًا بذلك..لا بُدّ وإنني فُضحت إلى الحضيض هذه المرة!
راح يتفقد الموضوع الذي كنت متوقفة عنده منذ دقائق في حين أستغليت هذه اللحظات لمحاولة التصرف بشكل طبيعي.. ولكن حقًا كيف يمكنني التصرف بشكل طبيعي معه؟ عقلي يخذلني في كُل مرة أكون معه.
أخذت نفسًا عميقًا ثم وضعت يدي على كتابي وقررت أستعادته وكرامتي في نفس الوقت، فناظرني أينما أُحاول السحب برفق وأنا أقول: كلا شكرًا لا مشكلة لدي.. لقد أنتهيت من المراجعة أصلًا.
لكنه حاول تقديم المساعدة وقال: يمكنني المساعدة.. لقد حصلت على أمتياز في هذه المادة السنة الماضية.
تلك كانت معلومة رائعة بالنسبة لي، لذا ما وعيت على نفسي إلا وأنا أناظره مبهورة وكأنني لم أسمع عن شخص حصل على أمتياز من قبل! رائع يا جيني، يا له من تقدم عكسي!
تحمحمت وحاولت تلافي الموضوع فقلت بعد أن ترك لي الكتاب أخيرًا فأخذته: حقًا؟.. اظن إنه من المستحيل لي الحصول على هكذا تقدير في هذه المادة بالذات.

أنت تقرأ
إسْلام الحُبّ.
Romansaكنتُ أقولُ اليسوع رَبَّي ومِن بعدكِ الله رَبَّي وَاحِدًا أَحَدًا، لكِ سَلِمّ حبي، فأسلامي لربي هو من جَعَلَ في حُبِّكِ نجاتي، وعَدَمه فهو هَلاكي. . . . . رواية بريئة نظيفة خالية من المحرمات، فيها من الحُب ما ترفرف له القلوب دون شهوة. . . . بدأت: ٢٠...