٦

57 6 214
                                    


خرجت من الدكان وأنا احمل همّي على قلبي، كيف يُمكن وصف ذلك الشعور؟ أن تصعد الى قمة جبل حلمت بتسلقه دائمًا لكنك تسقط في أول منحدر، أن تصدق إنك لن تفشل هذه المرة لكنك تقر بنفسك إنك فاشل، فاشل في عيش هذه الحياة، أيُخلق من لا يُجيد العيش؟ ماذا يسمى هذا؟ هل هي لعنة ألهية أم إن آلامي تُضخم عليّ الأمور؟

من الصعب أن تعيش وأنت تتمنى الموت ألف مرة، أنت لست حي أنت تحتضر.

وما يجعلني متعجبًا من نفسي هو كيف نسيت كُل هذا لعدة اسابيع؟ لقد ظننت إنني من عاش الحياة بطريقة سيئة، لكن الحياة تهديني اليقين بالشيء الذي كُدت فيه ادحض المسألة.

لا أعلم لماذا عُدت هل هي مشيئة ألهية أم محاولة تخبط لن أقول انها فاشلة فقد جاءت بنتيجة، ولأقولها بصريح الأمر، عندما رأيتكِ كيف كُنتِ مرعوبة بسبب هذا الرجل السفيه شعرت أنه كانت لدي قوة لا تقهر، قوة قادرة على فعل أي شيء في سبيل انتشالك من هذا الموقف.

وفي حين إني لم أكن أعرف إن الله يُمكن أن يوحي لنا أحيانًا، لم يكن هذا ربي الذي اعرفه لذا بدا الأمر بالنسبة لي عبارة عن صُدفة، وقد استغرق مني الأمر الكثير من الوقت لأدراك المسألة.

كيف يُمكن وصف ما حدث؟ من رجل علق كل آماله في تلك الطعنة أن تميته، بعدما ظن إنه قد وصل الى قاع الحياة، فتأمل أن ينتهي الأمر هذه المرة، وبطريقة لن يحزن لحدوثها إطلاقًا، فلعلها موتة تُصلح كل ما أفسدته فيّ الحياة... هكذا الى شخص لا هو قد حلق ولا هو قد سقط، بقي عالقًا في وسط كل شيء.

لكنني عندما فتحت عيني للمرة الأولى ونظرت الى السقف بقيت بلا رد فعل لمهلة من الوقت وأنا لا أعرف مالذي يجدر بي فعله بمواصلة العيش..

-كاي!
ظهر وجه العم أدم، وبجواره العم محمد بقلق قد سيطر على وجهيهما لكنهما يبتسمان بطريقة توحي بأطمئنانهما أخيرًا.. وفي الزاوية كان هنالك وجه لازلت لا أريد رؤيته.. وجه الرجل الذي ختمَ علي حياتي البائسة.. لقد كان يناظرني من بعيد هكذا أيضًا عندما ضربوني منذ بضعة اسابيع.. ظننت إنني كنت أهذي، لكنك عندما نسيتني لأيام فقد أكدت لي صدق غدرتي!

كيف بُعتني بثمن بخس كهذا؟ دعني اصمت فلعلها كانتْ من تمدني بالهدوء، والآن وقد اعتزلتُ حبها فلن يوقفني أي شيء من العودة سوء العودة!

-هل أنت بخير؟ هل تتألم؟

يدلون عليّ باسئلتهم ولأني كنت مدركًا تمام الأدراك لما يحصل فقد رفعت جسدي وانا أتنهد بثقل، كان الألم مريع في جسدي لكن ما في نفسي هو أعظم، ها أنا على قيد الحياة من جديد إنها لعنة لا تُصدق.

ناظرني العم محمد وأدم بحيرة وكنت استطيع التماس بعض الخوف بين نظراتهما حتى أن العم محمد سئلني إن كنت بخير، وأنا اعلم إنه يسئلني عن صحتي النفسية الآن لا الجسدية، لذا قررت التصرف بشكل طبيعي حتى لا أدخل نفسي في أشياء لا طاقة لي لها الآن فاجبتهم:

إسْلام الحُبّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن