فصل 17 - فراشتي

6.8K 961 1.9K
                                    





ميغيل**


في مكتبه الواسع داخل شركته الضخمة, كان ميغيل يجلس وحده, وجوهر السعادة يتأجج في عينيه بينما يفكر بموعده القادم مع ساريتا.. كانت تلك اللحظات من السلام والتفاؤل تملأه بالبهجة, وكلما تخيل وجهها الرقيق كان يبتسم بوسع..

نظر ميغيل إلى ساعته وهو يشعر بفارغ الصبر مع كل ثانية تمر.. كان يتخيل ساريتا بجمالها الساحر وهي تنتظرهُ بضحكتها العذبة وعينيها البنيتين العميقتين..

تسللت الدقائق ببطء, وميغيل ينتظر بشغف حلول الساعة الثانية عشر والنصف, اللحظة التي سيطلق فيها العنان لشوقه ويغادر الشركة ليتوجه إلى قصره ليلتقي بـ ساريتا.. كان قلبه ينبض بقوة مع كل دقيقة تمر, وكأنه ينتظر بفارغ الصبر بداية فصل جديد من حياته..

أنهى ميغيل عملهُ بسرعة ثم نظر مرة أخرى إلى ساعته, ابتسم بوسع وهمس بسعادة

" لقد حان الوقت "

وقف بسرعة وغادر مكتبه بخطى سريعة بينما قلبه ينبض بفرح وشوق..

وعندما وصل إلى قصره, خرج من سيارته ورأى ساريتا تقف هناك أمامه, تتلألأ بجمالها وأناقتها المذهلة.. كانت ترتدي فستاناً أبيض جميلاً يلتف حولها بأنوثة ساحرة, وكل لمسة منه تزيدها تألقاً وسحراً.. كانت ساريتا تبدو كأنها لوحة فنية تُجسد الجمال المُطلق..

لم يستطع ميغيل إلا أن يبتسم وهو ينظر إليها, فقد كانت تلك اللحظة كفيلة بإذابة أي شيء آخر في عالمه, فقط وجودها كان كافياً ليمتلئ قلبه بالسعادة والإثارة.. شعر بالانجذاب يجتاحه بينما كان يتأملها بإعجاب لا يوصف, وكأنه لم يرى جمالاً أكثر إلهاماً من قبل..

فجأة ركضت ساريتا وعانقتني بقوة.. شهقت بدهشة عندما التصق جسدها الصغير بجسدي, ونار الرغبة اشتعلت في قلبي وفي جسدي..

لا أعلم كيف استطعت السيطرة على نفسي وعلى الرغبة القاتلة التي أحرقت جسدي بسبب قرب ساريتا مني.. فجأة ابتعدت ساريتا عني ولكنني وقفت جامداً أمامها أنظر إليها مطولًا, لم أستطع رفع نظري عنها, مشاعري كانت مختلطة بين الإعجاب والرهبة..

في هذه اللحظة الساحرة ساريتا كانت تبدو مثل الأميرة, تخيلتُها أميرةً حقيقية, أميرتي التي كانت تنتظرني بفارغ الصبر لأكون فارسها الشجاع الذي ينقذها من تنينٍ ضخم يُهدد مملكتها..

شعرت بدفءٍ غريب في صدري, ودفعة من المشاعرِ الجياشة لم أشعر بها من قبل, حمحمت بخفة بينما كنتُ أبتعد عن ساريتا, ثم فتحت الباب الأمامي بجانب السائق وهمست بصوتٍ مُختنق

" تفضلي ساريتا "

رأيتُها تبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلبي ينبض بعنف, ثم جلسَت بهدوء على المقعد, أغلقت الباب ومشيت بخطوات سريعة وجلست على المقعد خلف المقود وقدتُ سيارتي بهدوء..

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن