فصل 7 - روح مُقابل روح

5.5K 1K 2.5K
                                    





ساريتا**


كنتُ أجلس على السرير دون أي حِراك.. كنتُ جامدة في مكاني مثل التمثال أنظر إلى الباب بصدمة كبيرة بعد خروج ذلك الغبي ميغيل استرادا من الغرفة وإقفالهِ للباب بالمفتاح..

ارتعش جسدي بقوة.. وفي هذه اللحظة سالت دموعي بكثرة على وجنتاي..

كنتُ واقعة تحت تأثير الصدمة.. صدمة لا مثيل لها.. لم أتخيل للحظة واحدة أن أرى من جديد الرجل الذي سرق مني عذريتي في تلك الليلة.. ظننت ببساطة بأنني لن أراه في حياتي كلها مرة أخرى.. ولكن القدر كان قاسياً معي.. قاسياً جداً.. جعلني ألتقي وبسرعة بهذا الرجل الذي حطمني وسرق شرفي مني في تلك الليلة المؤلمة..

مسحت دموعي عن وجنتاي ولكن عادت دموعي المُتساقطة من عيوني لتُبللها من جديد.. صحيح تمالكت نفسي أمامهُ ولم أنهار عندما رأيته.. ولكن الآن سمحت لنفسي بأن أنهار وأُظهر ضعفي وخوفي..

جلست على السرير الفخم في غرفة النوم حيث وضعني ذلك المتوحش ميغيل دون رحمة.. كانت دموعي تتساقط بلا توقف.. وجوانب الخوف تتلاشى في عيوني تاركة وراءها آثار الحزن والاضطراب.. لم أتخيل أبداً أن أجد نفسي محبوسة في هذا القصر الضخم.. مكبلة بأغلال الخيبة والخوف والصدمة..

مرت أيام كثيرة على تلك الليلة الساخنة التي قضيتُها رغماً عني مع ميغيل.. لكن الأمور اتخذت منعطفًا مظلمًا ومخيفًا.. وجدت نفسي في هذه الحالة المأساوية..

مسحت دموعي وقررت الهروب من هنا وبسرعة.. كان يجب أن أهرب من هذا القصر المُظلم والرجل الذي تحوم حوله ظلال الشك والغموض.. كانت خيوط الخوف والأمل متشابكة في عقلي.. ولكن الحاجة المُلحة للحرية دفعتني إلى اتخاذ خطوة جريئة..

وقفت ومشيت بحذر إلى الشرفة.. فتحت الباب الزجاجي برفق وخرجت إلى الشرفة.. نظرت أمامي بإحباط.. كنتُ في الطابق الثالث وكان من الصعب جداً أن أتصلق الجدار وأنزل إلى الأسفل..

شتمت بعصبية ولكن تجمدت في مكاني عندما رأيت شرفة مُلاصقة لشرفتي.. ابتسمت بخبث إذ كان من السهل عليّ تسلق حاجز الشرفة والقفز إلى الشرفة الثانية..

تسلقت الحاجز وقفزت إلى الشرفة المجاورة لغرفتي.. استنشقت الهواء بسعادة بينما همس الرياح كان يعزف لحناً من الحرية حولي.. دخلت إلى الغرفة ووقفت جامدة أنظر أمامي بدهشة كبيرة إذ اكتشفت بأنني في غرفة نوم رجالية إذ أثاثها لونه أسود..


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن