فصل 30 - لهيب الغضب

3.7K 612 685
                                    





العودة إلى الماضي**

خوان دي غارسيا**


بعد مرور خمسة أيام على حادثة إطلاق النار*


استيقظ خوان فجأة وهو يشعر بالثقل في رأسه وبألمٍ شديد يجتاح كل أنحاء جسده, وكأن كل عضلة وكل عظم في جسده يصرخ من الألم, وكأن جسدهُ ممزق من الداخل.. كانت أنفاسهُ ثقيلة, والشعور بالوهن والخدر يسري في أطرافه..

فتح عينيه ببطء, جاهدًا في محاربة الدوار الذي كان يُسيطر عليه.. المكان حولهُ بدا غريبًا, جدران الغرفة بيضاء ناصعة, مغطاة بهدوء مُطبق, وكأن هذا السكون يُخفي شيئًا خلفه.. كان الهواء باردًا ورائحة المُعقمات قوية, وفي الخلفية كان يسمع صوت أجهزة غريبة تصدر إشارات متقطعة ومنتظمة..

كانت عيناه لا تزالان مشوشتين, ولكن ما لبث أن بدأ يستوعب ما يُحيط به, تنقلت نظراته بدهشة وذهول على المعدات الطبية التي تحيط بالسرير.. هذه الأجهزة كانت تُصدر أصواتاً رتيبة وغريبة, تخبره بطريقة ما أنهُ لا يزال على قيد الحياة.. شاشة تعرض نبضات قلبه, أنابيب مغذية وسوائل تخرج من أكياس معلقة, وأسلاك متصلة بجسده.. رأى أسلاكًا ملتصقة بصدره, وأخرى تمتد إلى يديه وخصره, وكأنها تربطهُ بالحياة بشكل ميكانيكي.. مما زاد من شعوره بالعجز والرهبة والارتباك..

حاول أن يرفع رأسهُ قليلاً, أن يجلس ولو ببطء, لكن الألم في بطنه كان لا يُحتمل.. شعر وكأن نارًا مُشتعلة تمتد من خصره حتى ظهره, لدرجة جعلته يتوقف فورًا عن محاولة الحركة, ليغرق مرة أخرى على السرير..

حاول خوان مرة أخرى التحرك ليجلس, لكن الألم كان كالسيف الذي يخترق بطنه, يمتد إلى خصره وظهره, ليشعر وكأنهُ أسير لجسدهِ المتألم..

في هذه اللحظة, انفتح باب الغرفة ودخل الطبيب مُسرعاً.. كان يبدو شابًا وعلى وجهه ملامح جادة وهادئة, ولكن ظهرت سعادة واضحة على وجهه لدى رؤيتهِ لـ خوان مستيقظًا.. هتف الطبيب بفرح وهو يقترب من السرير

" سنيور خوان, أنتَ مستيقظ! الحمد لله "

لكن علامات القلق ظهرت على وجهه عندما رأى خوان يحاول الجلوس.. اقترب بسرعة ليساعد خوان على الاستلقاء مجددًا, قائلاً له بنبرة حازمة

" من فضلك, لا تتحرك سنيور.. لقد تعرضتَ لإصابة بالغة في خصرِك, وأي حركة منك قد تُسبب لكَ المزيد من الضرر وتؤذيك "

وجه خوان كان مشوبًا بالتعب, لكنهُ لم يستطع إخفاء الألم المتصاعد في صدره.. بعد لحظة من الاستراحة, نظر خوان إلى الطبيب بنظرة متوترة, سريعة, وكأن شيئًا يطارده في ذاكرته..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن