فصل 23 - الزنزانة

6.3K 970 1.8K
                                    





خوان دي غارسيا**


قبل الفجر بساعة, استيقظ خوان دي غارسيا فجأة وهو يتنفس بسرعة, واضعًا يده على قلبه الذي كان ينبض بعنف, كأنه يحاول الفرار من قفصه الصدري.. كان العرق يتصبب من جبينه, وعيناه مفتوحتان على وسعهما في الظلام.. حُلم مخيف كان يطارده حتى في يقظته.. أريا, تلك الزهرة القمرية التي كانت تشغل كل زاوية من ذهنه, هربت منه مجددًا..

كانت قطرات العرق تنزلق ببطء على جبينه, وكأنها آثار لكابوس مروّع لا يريد مغادرة عقله.. تذكر تفاصيل ذلك الحلم المزعج عن أريا, الفتاة التي أسرت قلبه رغم كل شيء.. في الحلم, رأى أريا تهرب منه مجددًا, وبعد مطاردة طويلة ومليئة باليأس, وجدها في مبنى قديم داخل المدينة..

بلعت ريقي بقوة وتذكرت بتوتر وبخوف الأحداث.. في الحُلم, وجدت أريا في مبنى قديم وسط المدينة.. كانت تقف على حافة الشرفة, تواجه الريح بوجه شاحب وعينين ممتلئتين بالدموع.. حاولت الاقتراب منها, ناديتُها, لكنها تأملتني بنظرة مليئة بالحزن واليأس, ثم رمت نفسها من الشرفة.. صرخت بذعر أحرق قلبي ومزق أحشائي باسمها, لكن صوت الريح كان أعلى.. وبسبب هذا الكابوس استيقظت وأنا أشعر بالخوف يمزق أحشائي..

جفلت عيناه عندما تذكر ذلك المشهد الكئيب, وشعر بغصة في حلقه.. كل الذكريات المؤلمة عادت لتطارده, وخاصة ما فعله بها في ذلك الفندق الرخيص عندما وجدها في الأمس بعد هروبها منه.. كانت تلك اللحظة التي تحطمت فيها قلوبهم معًا.. جلس خوان على حافة السرير, تذكر في ذهنه تلك اللحظة المروعة وما فعلهُ في ليلة الأمس بزهرة القمر أريا..

تذكرت بحزن ما حدث في ذلك الفندق الرخيص, حيث وجدت أريا بعد هروبها مني, كانت خائفة ومهزومة.. ليلة الأمس كانت نقطة التحول, حيث استعدتُها بقوة إليّ, ولكن عندما استيقظت أريا تحولت إلى وحش شرس وجعلتُها بحقارة تخضع لرغباتي الشهوانية وبالقوة.. كنتُ قاسياً معها جدا لدرجة لم أهتم لبكائها وتوسلاتها لي لأرحمها وأتركها وأتوقف عن ممارسة الجنس معها.. والآن أنا أشعر بثقل الذنب على كتفي, بسببي أريا تحمل جروحًا نفسية لا أعلم كيف أجعلها تُشفى منها الآن..

قفز خوان عن سريره كمن أصابه صاعقة, واندفع نحو الحمام, فتح الماء البارد, ووقف تحت الدش وفتح الماء البارد محاولاً أن يغسل عنه آثار الكابوس والعرق الذي يغطي جسده, كانت المياه تتدفق على جسده كأنها تحاول أن تطهره من ذنوبه وألمه.. الماء كان كالسكاكين الباردة على بشرته, لكنهُ لم يهتم.. أراد أن ينظف روحه وجسده من بقايا الرعب الذي عاشه في ذلك الكابوس..

بعد دقائق, خرج وارتدى ملابسه بسرعة, وكأن الوقت يطارده, ثم غادر الغرفة على عجل واندفع نحو الطابق الأول.. كانت الساعة السادسة صباحًا, والسماء لا تزال مُظلمة قليلاً.. نزل إلى الطابق الأول ليتأكد من أن أريا بخير.. وقف أمام باب غرفتها, حاول فتحه ولكنهُ وجدهُ مقفلاً بالمفتاح..

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن