فصل 2 - اللقاء

6.3K 1.1K 2.5K
                                    





لينيا**


عادت لينيا إلى منزلها بعد اللقاء الرائع مع الجدة رامونا.. وكان قلبها مليء بالحماس والطموح.. كانت تحلم بفرصة الهروب من رتابة حياتها الحالية وحُزنها والاستمتاع بتجربة فريدة في مسقط رأس المتادور الشهير سلفادور دي غارسيا..

ترجلت من سيارتي ومشيت باتجاه منزلي.. كنتُ أشعر بالحماس يتسلل إليّ مع كل خطوة.. كنتُ أتخيل الرحلة المقبلة إلى اكستريمادورا.. القرية الجميلة التي نشأ فيها المتادور الشهير سلفادور دي غارسيا.. وكلما اقتربت من باب منزلي زاد الحماس بداخلي أكثر..

وقفت أمام الباب وغمرتني رائحة الأزهار التي زرعتها في حديقتي.. ابتسمت بسعادة وأخرجت المفتاح من حقيبة يدي..

بمجرد دخولي إلى منزلي.. شعرت بالسعادة المتناثرة في كل زاوية من أركان منزلي الصغير والمتواضع.. تسلل ضوء الشمس إلى داخل المنزل.. يمنح كل شيء لمعانًا وحياة.. استلقيت على الأريكة وفكرت بكل تفاصيل اللحظات التي أمضيتُها مع الجدة رامونا..

قررت القيام بخطوة جريئة ومُغامرة.. أردت تحويل حياتي المحطمة إلى شيء جديد وملهم.. وكانت تلك الفكرة تدور في ذهني.. استمعت إلى نصائح الجدة رامونا.. وبدأت أحلم بفرصة الهروب من رتابة حياتي الحالية..

بدأت في التفكير في مصاريف الرحلة وكيف سأقضي وقتي في تلك القرية الساحرة.. ولكن سرعان ما أفقت للواقع.. إذ تذكرت بأنني بحاجة إلى تمويل لتحقيق هذا الحلم..

كان هناك شيء كبير يعيق خططي.. وهو المصاريف.. أمسكت هاتفي وفتحت تطبيق المصرف.. تأملت في حسابي المصرفي وشعرت بالحزن.. كنتُ قد أنفقت مبلغ كبير جداً من المال لترميم المنزل منذ ستة أشهر.. ولم يتبقى في حسابي المصرفي سوى مبلغ صغير.. وكانت الرحلة ستتطلب تكاليف كثيرة..

كنتُ محتارة.. وتساءلت عما إذا كان يجب عليّ تأجيل الرحلة أم الاستمرار فيها.. بدأت بالتفكير في الخيارات المتاحة لي.. وسرعان ما تبادرت في ذهني فكرة بيع سيارتي.. وفي هذه اللحظة أخذت قرارًا جريئًا..

قرار بيع سيارتي كان الخيار الأمثل للحصول على المال اللازم لرحلتي.. لم أتردد للحظة في اتخاذ هذا القرار.. إذ أردت أن أعيش هذه التجربة والقفز بشجاعة إلى مغامرة جديدة.. قررت بيع سيارتي لتمويل حُلمي بالسفر إلى اكستريمادورا..

ابتسمت بسعادة وهمست برقة

" سأبيع سيارتي.. "

ثم هتفت بتصميم

" نعم.. سأبيعها لأجلب السعادة والتغيير لحياتي "

لم أرغب في البقاء في قرية مارينا وفي منزلي.. كنتُ أحلم بالتجول في شوارع اكستريمادورا.. أستكشف المكان الذي نشأ فيه المتادور الشهير سلفادور دي غارسيا.. لكن السيارة كانت وسيلتي الوحيدة للتنقل.. ولكن لن أستطيع السفر في سيارتي فهي قديمة قليلا وقد تتعطل معي على الطريق..

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن