فصل 21- الوحش

6.2K 887 1.9K
                                    





ميغيل**


سارت السيارة الأنيقة بين الطرق المتعرجة التي تمتد في أراضي اكستريمادورا, وكانت الشمس الساطعة تضفي لمعانًا على هيكلها المعدني اللامع.. في داخلها, كان المتادور سلفادور يقود بينما يجلس خوان إلى جانبه, وميغيل في المقعد الخلفي, وهو يحاول التوقف عن التفكير بأن تكون فراشتهِ ساريتا قد استطاعت فعلا الهروب منه..

وصلوا أخيرًا إلى المكان الذي أشار إليه الجهاز التتبع.. لكن عندما اقتربوا من السيارة, كانت المفاجأة تنتظرهم.. لم يكن هناك أي أثر لساريتا داخل السيارة, بل وجدوا مفتاح السيارة متروكًا على المقعد الأمامي, مما أثار الغضب في قلب ميغيل واستياءه بشدة..

شعر ميغيل بالغضب يغلي في داخله, وكأن الغيمة السوداء تتجمع فوق رأسه, متلبّسة بالغضب والحزن على السواء..

ألقيت وجهي بزجاج الباب الأمامي من ناحية السائق, ورغم أن الزجاج أسود إلا أنني استطعت بقهر رؤية سيارتي خالية ولا يوجد سوى المفتاح على المقعد..

" اللعنة, لقد هربت... "

هتفت بغضب أحرق روحي بينما كنتُ أبتعد عن سيارتي بخطوات سريعة.. أمسكت هاتفي واتصلت برئيس حرسي وأمرته بجلب المفتاح الثاني لسيارتي وإعادتها إلى قصري..

وبينما كان ميغيل يغلي بغضب, خرج شاب في مقتبل العمر من بين الأشجار المجاورة, وتقدم بخطوات ثابتة نحوهم.. ثم وقف أمام الرجال الثلاثة وسألهم بابتسامة

" هل تبحثون عن مالكة هذه السيارة الجميلة؟ "

بينما كان ميغيل يتأمل في الفارغ, خطفه صوت الشاب من حالة الانزعاج والغضب.. نظرت إلى الشاب وسألته بلهفة وبحماس

" هل رأيتَ الفتاة التي كانت تقود هذه السيارة؟ "

رد الشاب ببراءة

" بالطبع رأيتها.. كانت هنا منذ ساعة تقريباً, مع امرأتين جميلتين.. توقفن هنا للحظات قصيرة ومن ثم غادرن بسرعة.. وتركن السيارة هنا ببساطة "

فيما كان الشاب يروي ما شاهده, أصيب الرجال الثلاثة بدهشة شديدة.. ثم هتف سلفادور بدهشة عميقة

" أمر مدهش حقًا!.. ما هذه الصدفة؟! "

بعدها نظروا الرجال الثلاثة إلى بعضهم البعض بدهشة كبيرة, ثم صاح سلفادور وخوان معًا

" هل من الممكن أن تكون لينيا و أريا الفتاتين اللتين كانتا برفقة ساريتا؟ "

وعلى الفور, اقترب سلفادور بسرعة من الشاب وسألهُ بلهفة محاولًا استخراج أي معلومة تساعدهم على فهم الموقف

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن