فصل 24 - حُلم جميل

7.2K 898 1.9K
                                    





لينيا**


كان الليل هادئًا في قصر " إل باسو دي جويا ", أي قصر الجوهرة, حيث سادت السكينة كل أرجاء قصر أل ماتادور.. ولكن في جناح المتادور, وتحديداً داخل غرفة نومه, كانت لينيا غارقة في بحر من الأحلام, تعوم بين ألوان متشابكة وصور غير واضحة, حتى انبثق صوت حنون من العدم, يخترق سكون عالمها الحالم, ذلك الصوت الحنون والعاشق, همس لها بنبرة عذبة

" كوني بخير, ساكورا, حبيبتي الجميلة "

تردد الصوت في أذنيها كأنغام لحن مألوف, مفعم بالدفء والعاطفة..

كانت الكلمات تتردد في عقلها كنسيم دافئ في ليلة باردة, حاولت لينيا أن تفتح عينيها لتكتشف من يتحدث إليها بهذه الطريقة الحميمة.. شعرت بشيء يجذبها للخروج من ذلك العالم الغامض الذي كانت محبوسة فيه, وكانت تحاول جاهدة أن تستيقظ..

حاولت لينيا فتح عينيها بثقل, شعرت بأن جفونها كانت أثقل من الجبال, ولكن تلك النبرة العاشقة حفزت روحها على المقاومة..

" من يكون؟ " تساءلت بين نفسها, مشتاقة لرؤية وجه المتحدث معها بتلك الرقة.. بدأت تستجمع قواها, تحاول الهروب من قيود الحلم والعودة إلى الواقع.. أصوات محيطة واهنة بدأت تتسرب إلى وعيها, معلنة عن اقترابها من اليقظة..

ببطء شديد, بدأت عيناها تنفتحان على نور خافت, لتجد نفسها في غرفة غريبة, ليست غرفتها في مبنى الحُراس.. تفحصت المكان بعناية, حاولت جمع شتات أفكارها.. كانت الغرفة تفيض بفخامة لم تعتد عليها, زينتها تفاصيل دقيقة من الأثاث الراقي, والستائر الثقيلة التي تضفي على المكان هالة من العظمة.. توسعت عيناها باندهاش حين أدركت أنها نائمة على سرير ماتادور, في غرفة نومه الخاصة.. كان السرير الكبير مغطى بغطاء حريري ناعم, ورائحة العطر الفاخر تملأ المكان..

جلست لينيا ببطء على السرير, شعرت بالدهشة تتسلل إلى كل جزء من كيانها بينما كانت تنظر حولها بقلق, تبحث عن أي علامة تدل على وجود سلفادور.. كانت الغرفة مزينة بذوق رفيع, تحف نادرة ولوحات فنية تزين الجدران, ولكنها كانت خالية تمامًا فلا أثر لـ سلفادور في الأرجاء.. قلبها انقبض قليلاً, مختلط بين الشوق والقلق, وشعرت بالحزن يغمرها بسبب عدم وجود المتادور في الغرفة..

تنهدت لينيا بخفة بينما كانت تتذكر كيف أنقذها سلفادور من الموت وكيف صارع ذلك الثور المُخيف.. لكن فجأة, انفتح الباب ودخلت الجدة رامونا إلى الغرفة.. بنظرة مليئة بالحكمة والتوتر والقلق, اقتربت ووقفت بجانب السرير..

ولكن بعد مغادرة الجدة, جلست لينيا في السرير, تفكر بكلماتها وما طلبته منها.. كانت رامونا قد طلبت منها وعدًا بعدم إخبار سلفادور بحقيقة ما حدث معها في المرعى, وكيف كادت أن تتعرض لخطر كبير بسبب كارميتا.. كان الوعد يثقل على قلبها, وكانت تعرف أنها قد تندم على ذلك الوعد..

المتادورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن