ميغيل استرادا**
في هذا المساء الهادئ, تسلل ميغيل استرادا بخطوات ثابتة إلى قصرهِ الفخم, تحمله أنفاس الليل الباردة.. كان يحمل بين ذراعيه جسد ساريتا النائمة بفعل المخدر, جسدها الهش ينعكس عليه ضوء القمر الباهت من النوافذ العالية.. شق طريقهُ عبر الممرات الطويلة المزينة باللوحات العتيقة والأثرية والسجاد الفاخر, ووجهه مرآة لمزيج من الحزن والعزم..
وصل إلى السلم الكبير, حيث صعد بهدوء وثقل في قلبه, كل درجة تحمل ثقل مشاعره.. عندما وصل إلى الغرفة المُعدة لفراشته, فتح الباب برفق حتى لا يصدر أي صوت رغم أن ساريتا كانت نائمة بعمق بسبب مفعول المُخدر..
دخل ميغيل إلى الغرفة المزينة بألوان هادئة وإضاءة خافتة, ووضع ساريتا برفق على السرير المغطى بملاءات من الحرير الأبيض.. جلس بجانبها وعيناه لا تفارقان وجهها البريء, وأخذ يُحدق في ملامحها التي كانت تبدو وكأنها منحوتة من الأحلام..
رفع يدهُ بخفة باتجاه وجه ساريتا, وداعب خدها برقة لا مثيل لها, وكأنهُ يلمس شيئًا مقدسًا.. أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يبدأ في الحديث بصوت متهدج وحزين, وهو يعلم أنها لن تسمعه, لكن قلبه كان بحاجة للتعبير
" ساريتا... فراشتي الجميلة... "
تنهد برقة, وعاد وتكلم بصوت هامس قائلا
" لماذا حطمتِ قلبي؟ أنا الذي عشقتُكِ بجنون, كنتِ كل عالمي, والآن أنا ضائع بدونكِ.. قلبي يحترق من أجلكِ فراشتي الجميلة "
صمتَ للحظة, وكأنهُ ينتظر منها إجابة, لكن الصمت كان سيد الموقف..
تنهدت بعمق بينما كنتُ أنظر إلى وجهها الجميل بعذاب أحرق قلبي وروحي.. بلعت ريقي بقوة, وتابعت بغصة وبألم قائلا
" سأخبركِ سرًا, رغم كل الألم الذي سببتهِ لي, ورغم أنني على وشك الزواج من امرأة لا أحبها, فقط لأجعلكِ تظنين أنني لا أشعر بشيء تجاهكِ, إلا أنني لا أزال أعشقكِ, عشقي لكِ لم يتغير ولن يتغير.. أنا أعشقكِ بجنون ساريتا كاريلو.. وسأبقى أعشقكِ إلى الأبد, حتى آخر نفس لي في هذه الحياة "
أنت تقرأ
المتادور
Lãng mạnالمتادور سلفادور دي غارسيا والملقب بـ طوريرو العظيم, هو مصارع الثيران الأكثر شهرة في إسبانيا, يحبه الجميع ويحترمونه لأنه رجل عصامي وكريم وشجاع وصاحب مبدأ ويحب الخير لكل الناس خاصةً لعشيرته وله مواقف مشرفة في كافة الأمور.. لينيا هارفين, هي أستاذة...