ستة قلوب

التحدي الأحمق

البارد سيقع في الحب.. المجنون سيعقل والعاقل سيفقد عقله .. الهادئ سينهار والرصين سيفقد أعصابه ،  كله بسبب فتاة متهورة مجنونة قررت الانطلاق في مغامرة عمياء ..
وهي ليست بطلة كما اعتدنا عليهن .. عيونها لا تتلألأ مع ضوء القمر وشعرها ليس مثل خصلات الشمس ، وهي لا تحب الخير للناس وتساعد الضعفاء والأبرياء.. إنها بطلة مختلفة .. مكروهة ، مستفزة ، ومعروفة أيضا بكونها
" سافلة "
لكن رحلتها هذه ستغير كل شيء

مرحبا بك

________________

- هراء.. أستطيع الحصول على قلب من أشاء بالمال
تسابقوا بحماس : لن تراهني
- هذا مستحيل
واصلتُ : بلى وليس قلبا واحدا بل عدة ..
- على الأكثر سيكون اثنان
فقلت دون تفكير وكلي ثقة وحماس : أربعة.. خمس.. لا بل ستة
تعالت الضحكات والسخرية لكن مسعود صاح فجأة : تحدي...
اعتدلت هاجر وضربت على المائدة بيدها قائلة : علام تراهنين
تمتمت : أي شي
****
مهلا هذه ليست البداية .. انها عقدة القصة ومشكلة حياتي الكبرى

بدأ كل شيء عندما كنا نجلس انا ورفاقي في مقهى قريب من المدرسة لأننا طردنا ساعتها، وكنا نقصده كلما طردنا او هربنا، ننتظر هناك حتى يخرج الطلاب فنراهم ونغادر معهم إلى منازلنا حتى لا يكتشف أهلنا طردنا ومصائبنا
لم يكن صعبا علي شخصيا لأن والدي نادرا مايتواجد في المنزل والسيدة التي تركها لتعتني بي سئمت مني وتعبت .
جلس حول تلك المائدة مسعود ورامي وبسمة وهاجر ، وبينما نضحك ونمرح انتهت الفترة الصباحية وعرفنا كما نعرف عادة من مرور الطلاب أمام زجاج المقهى ، مرت من أمامنا شقراء تدرس في مدرستنا يسير حولها مجموعة شباب يغازلونها لا تأبه بهم ، ترفع رأسها متكبرة عنهم فنطق رامي بامتعاض : أووه ما أجملها ..
وافقته بسمة بحسرة لكني كنت أخالفهم الرأي فقلت دون مبالاة : بالله عليكم إنها عادية
- أحدهم يشعر بالغيرة
لم أبالي برأي مسعود فهو يحب استفزازي دوما ، فقالت هاجر بجمودها المعتاد : برأيي إنها ليست جميلة ولكنها تجذب الكثير من الشباب
قلت : الاغبياء فقط
- أجل كمسعود
حملقت فيه مصدومة فأنكر للحظات اعترف بعدها وراح يعدد الأسباب فقاطعته بيقين : كلما في الأمر أن شعرها الأشقر يلفت الانتباه .. وباقي الامر يعتمد على مساحيق التجميل والثياب
هتف : قلتها بنفسك .. يلفت الانتباه
زفرت بيأس : كدت أنسى.. أن الرجل يرى بعينه أكثر مما يفكر بعقله
فاعترض رامي بهدوء : لا انكر ياجونا أن الجمال مايجذبنا اول مرة ، لكن ما يجعلنا نستمر ونتعلق هو الشخصية والعقلية ، لذا ترين اعجاب الشاب بفتاة جميلة لا يدوم طويلا مالم تتوفر الشخصية .
في الواقع كان كلامه مقنعا لكني رفضت الاعتراف لعنادي وغروري فقلت باستهزاء : هه هذه ترهات.. المال وحده كفيل بكل ما قلتموه
تعجبت حين هتفوا اربعتهم دفعة واحدة : لا أوافقك الرأي
فتمتمت : لما لا
رد مسعود برصانة: هناك أشياء ياجونا لا نحصل عليها بالمال مهما بلغت كثرته..
كلي يقين وثقة قلت : وما الذي لا يمكنني الحصول عليه بالمال؟
قاطعنا صوت سادس قائلا : قلب إنسان
فالتفتنا جميعا لصاحب الصوت .. كانت سعاد تقف أمام مائدتنا تنظر إلي بالذات ، كانت نظرتها تخفي الكثير .. إنها صديقتي منذ الطفولة لكنها توقفت عن الهرب معي والتهور منذ اليوم الذي اكتشف فيه والدها هروبها فكاد يوقفها عن الدراسة.
وضعت بعض الاوراق على الطاولة واخبرتنا بأن أستاذ الادب طلب منها تسليمها لنا وسارت مغادرة .. لم أفكر كثيرا في سر نظراتها لأن اصواتهم قاطعتني يؤيدون كلامها ولأني كنت الأعند وكنت بالفعل أستطيع الحصول على أي شيء بالمال حتى الاصدقاء تشبثت بموقفي وعنادي.
راحوا يتغامزون ويفكرون " تأخذنا في رحلة إلى جزيرة سياحية.. على طائرة خاصة .. تدفع تكاليفها لسبعة أيام .. وعندما نعود يكون لديها مبرر لغيابنا للمدير .

زفرت بغرور طلباتهم البسيطة إن والدي يملك أكبر مصانع المواد الغذائية في البلاد .. طلباتهم هذه كشراء الحلوى بالنسبة لي .. وكادوا يتفقون لو لم تنطق هاجر بنبرة عادة ماتقلقني : هذه القلادة حول عنقك ..
رفعت يدي دون وعي لأتمسك بالقلادة ذات الحجر القرمزي على رقبتي والتفتوا اليها جميعا متفاجئين ودام الصمت طويلا..
كسره رامي قائلا : لا يمكنك ان تطلبي شيئا كهذا يا هاجر فهي..
-موافقة
قلتها دون تفكير حتى، لا اعلم مادهاني لكن غروري منعني من الاستسلام ، و عقبت : علام سأحصل في المقابل ؟ اذا فزت ؟
اخبروني ان اطلب اي شيء فليس لديهم ما يخسرونه على اي حال فانتهى بنا الامر متفقين نتناقش في شروط التحدي وكالعادة كانت هاجر من يحدد ولم اكن أقلق لأني طالما كنت أربح ، قالت :
سنلتقي في نهاية السنة في نفس المكان، ستجلبين لنا حينها قلوب ستة شباب وإن لم تفعلي تكونين قد خسرت
قاطعها مسعود مستعجلا : مهلا مهلا، ستة ؟؟ ألا تظنين بأنك تبالغين
بسمة - أجل ستة عدد كبير فعلا
ردت : هي من اختارت هذا الرقم ولست انا، ماقولك جونا ؟
منعني كبريائي الاحمق من التراجع فقلت : مازلت على رأيي
فقالت : حسنا لنسهل عليك الامر سنفرقهم .. ستة شبان من ستة بلدان
رامي - انت تصعبين الامر أكثر
هاجر - تجنبا للقاءهم مع بعضهم ، ستكون في ورطة لو حدث ذلك
تمتمت بسمة بحيرة : وهل تجلب قلوبهم فعلا ؟ أنا واثقة من أنها تستطيع شراء قلوب حقيقية
- لا تكوني غبية ، ستجلب دليلا على أن الستة يحبونها مهما كان الدليل
لا أعلم لما بدى التحدي سهلا جدا فقلت بانتصار : اذا كانت هذه كل شروطكم فأخبروني متى أبدأ
- في أي لحظة تشائين ..
قمت من مكاني قائلة : إذن .. لقد بدأ التحدي.
_

_____
الهبلة شكلها راح تعمل مصايب