انفجاران في يوم واحد

104 16 5
                                    

مضت ساعات الظهيرة كلها على الطريق استسلم خلالها عن محاولة إسكاتها وربما تصدعت السيارة بدلا منه من ثرثرة جونا لأنها توقفت فجأة فنزل ليرى ما خطبها، رفع الغطاء وراح يتفحصها فأخرجت رأسها من النافذة لتسأل: هل هناك عطل ما.؟

ـ أجل، سأصلحه

فعادت للداخل ومر بعض الوقت لتخرج رأسها مجددا قائلة : هل تدخن ؟

لم تترك له فرصة الرد بل أردفت: التدخين مضر للصحة خاصة صحة شخص مثلك؟

لم يهتم بثرثرتها لأنه كان غارقا داخل أحشاء السيارة إذ بها تقف بجانبه ممسكة بقداحة تعبث بها وهي تقول: قداحة جميلة.. هل تدخن تلك السجائر الفاخرة أم الـ...

قاطعها بحدة منزعجا: أنا لا أدخن

ـ لمن هذه إذن

ـ لا بد أن رفيقي نسيها

ـ لماذا لم ترجعها له

فتوقف عن الرد على أسئلتها الممطرة بينما صذراحت تحاول إشعال القداحة التي أبت أن تشتعل وكانت بطبعها عنيدة ولما عاندتها القداحة رفضت تركها بسلام، كان صوتها يطن في رأس أسامة وهو يحاول تمالك أعصابه بصعوبة فاقتربت منه قائلة بغضب : لكن لما يمتلك رفيقك قداحة رخيصة كهذه.

اشتعلت القداحة فجأة وفي نفس اللحظة اعتدل أسامة يزمجر وقد طفح كيله، فاصطدم بيدها التي تمسك القداحة فوقعت داخل إحدى الأوعية المفتوحة بالداخل مليئة بالوقود، وفي لحظة اشتعلت النار.

حملقا فيها مصدومين وكانت جونا ستظل كذلك لو لم يحكم عقله بحكم العادة.. تطلع حوله لعله يجد ما يطفأ به النار.. تذكر زجاجة الماء داخل السيارة فأسرع ليجلبها، غير أنه ما إن رجع إذ بالنار تتآكلها كليا ،فما كان له إلا أن جذب جونا وأبتعد قائلا: سوف تنفجر

لم تستطع أن تمانع غير أنها تذكرت شيئا مهما، فصاحت في هلع " حقيبتي " وحاولت العودة لكنه تشبث بها وخضها من ذراعيها بحزم قائلا: إنس أمرها.. ستحترقين

لكنها تذكرت بأن كل شيء هناك.. أوراقها المهمة كلها، فانفلتت من يده لتركض دون تفكير نحو صندوق السيارة غير أنه كان عالقا فراحت تضربه وتدفعه بقوة ولم يكن سيفتح ولم تكن ستترك حقيبتها وكادت تتحول إلى قطع محروقة لو لم يتدخل أسامة فجأة ، ضربه بقدمه بقوة.. أخرج الحقيبة وألقاها بعيدا ثم جذب جونا ليندفع معها خطوات إذ بانفجار يدوي قذفهما بعيدا.
☆☆☆☆

لم يخف الصداع الذي أصابه لكنه قام رغم ذلك مسرعا ليتفقد جونا، وكانت تصرفاته كلها تلقائية بحكم العادة باعتباره ضابطا يحمي الناس ويتصرف في المواقف الحرجة.. اعتدلت جونا تتحسس رأسها الذي كاد يتحطم من قوة الانفجار، فكرر سؤاله وحاولت أن تجيبه غير أن ملامحها تغيرت فجأة فأرعبته حين صاحت متحسرة ثم أسرعت نحو حقيبتها لتجدها متضررة بشدة ،حملق فيها مصدوما بينما تتلمسها وهي تردد متذمرة " لم يصنع منها سوى نسختان.. لماذا ألقيتها بتلك الطريقة

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن