لم تسمع ما قاله لشدة خوفها حتى بعد أن رفع صوته ليأمرها بحزم، قاطعه جاك حين أمسك وجهه ووضع قطعة القماش عليه ثم غمره بالمياه فامتلأت عيناها دموعا دون أن تقدر حتى على الصراخ هذه المرة..
هل هناك بشر بهذه الوحشية ؟ إنهما يعذبانه بكل ثبات وبرود دون أن يقدر حتى على الصراخ
ظلت تحملق فيه بعيون فارغة عاجزة بينما تنقطع الأنفاس عن رئته، شعر بالضيق والثقل ثم غرق في ظلمة دامسة حتى لم يعد يشعر بشيء.. هل انتهى الأمر؟
لكنه شعر بالاختناق من هذه الظلمة التي يغرق فيها " دامسة ،خانقة " هل هذا شعور الموت ؟ إنه مؤلم.. مؤلم جدا..
شعور غريبا اقتحم هذه العتمة فجأة.. لمسة ناعمة.. صوت دافئ ينادي عليه ( أرجوك استيقظ.. أرجوك ) كان بمثابة بصيص نور وسط تلك الظلمة فتشبث به
أجفانه ثقيلة لكن الصوت يدفع للمقاومة، أشعل فيه رغبة لرؤية صاحبه وفتح عيناه أخيرا فكان أول ما قابله وجه وإن لم يكن ساحرا إلا أنه كان لحظتها أجمل ما رأت عيناه، عيون ذابلة غارقة بالدموع زادتها بريقا، أهداب منسدلة فوقها كليل أسود حالك ينحني فوق بدر مكتمل، وجنتان متوردة غسلتهما الدموع وشفتان مبللتان بالدموع التي تتساقط فوقها كقطع لؤلؤ تأملها بعيون شبه مفتوحة " هل هذه الفتاة التي كانت محبوسة معه ؟ ..إنها هي بالتأكيد لكن.. لما تبدو جميلة جدا ؟ هل لأنها آخر فتاة سيراها في حياته ؟ لم تبدو بهذا الجمال من قبل.. ربما لأنه يرى وجهها بوضوح فهو قريب منه جدا.. حتى إن خصلات شعرها تلامس وجهه.كانت جونا منحنية على وجهه بينما هو ممدد على الأرض تضع يدها على وجهه ترتجف باكية تردد: أرجوك قل شيئا.. هل أنت بخير..
ولم يكن يرد، ظل يتأمل وجهها فقط طويلا حتى غسلت دموعها المتساقطة وجهه .. رفع يده بثقل وصعوبة ليضعها على وجهها برفق فشهقت شهقة مكسورة، وابتلعت دموعها حينها مسح على خدها قائلا بصوت ضعيف: لماذا.. تبكين.؟ هل.. قاموا بإيذائك ؟
حركت رأسها يمنة ويسرة ثم أجابت : أنا بخير.. بخير تماما.. لكنك لست كذلكوضع يده على يدها التي تمسك وجهه وقال: أهذا ما يبكيك ؟
حركت رأسها بالإيجاب، هنا رفع رأسه محاولا النهوض فأسرعت تساعده، حين اعتدل وجدها تحدق فيه بنظرات مليئة بالقلق والخوف والذنب، فرفع يده إلى جبينها وأبعد خصلاتها برفق ثم قال: هل تؤلمك ؟
_ ...- هذه الندبة ؟
في هذه اللحظة انهمرت دموعها التي استطاعت أن تلملمها بصعوبة وازدادت سيلانا ثم نطقت بصوت تخنقه العبرات : أنا آسفة.. آسفة حقا.. كلما يصيبك الآن بسببي.. أرجوك سامحني
وارتفع صوت بكاءها الذي كان حدثا لا تعيشه إلا نادرا كما هو حدث اعتذارها، لقد عاشت سليطة متكبرة لوقت طويل ولم تعتد الاعتذار لأي سبب.. لكنها استسلمت أخيرا، شد سامي على ذراعيها بعطف ليوقفها عن البكاء وحين خف بكاءها قال وهو يرمقها بنظرات مليئة بمشاعر مختلطة : سامي..
أنت تقرأ
ستة قلوب
Adventureعندما تعيشين طول حياتك بدون حب ثم فجأة.. يقع في حبك ستة.. ترى هل يمكن ان يحدث هذا ؟؟