النهاية

182 20 6
                                    

كانت السيدة نادية تكفكف دموعها المنهمرة بعد أن هجرتها ابنتها بينما ظل الإخوة عند الفتحة التي كانوا يستمعون عندها متأثرين مما شهدوه

التفتت إليها جونا بعد صمت طويل من طلبها ذاك للمجيء معها وقالت : أنا أفهم الآن لما لم يتكلم والدي عنك قط... أنت وحش

لم يتدارك أحد صدمته من قولها وحاولت السيدة تبرير نفسها لكن جونا سبقتها ببرود : ليس لأنك تركت ابنتك رضيعة جائعة من أجل إشباع جوعك، بل لأنك جعلت والدي يفني كل عمره في جمع المال فلا ينام ليلا ولا يرتاح نهارا فقط لأنه لام نفسه على تركك لنا..

ثم استرجعت ذكريات والدها فشعرت بالألم يجتاح صدرها وعقبت : لقد جعلته يشعر الذنب ، جعلته يشعر بأنه قصر في حقك رغم أنه اجتهد بكل طاقته

لم تخرج نادية من صدمتها فتبسمت لها الأخيرة وقالت : رغم هذا أنا أشكرك كثيرا سيدة نادية.. فقد وضحت لي الكثير اليوم.. ما كنت لأفهم أبي لولاك

عندما سارت لتغادر تعلقت بها نادية ودموعها تقطع وجهها وقالت في رجاء : أنت تنسجمين مع هذه العائلة.. إنهم يحبون تواجدك معهم.. وأنت تحبين ذلك.. ابقي معي ستصيرين فردا من العائلة حين أتزوج عادل

بدت الدهشة على الإخوة من قولها، إنه أمر غفلوا عنه تماما، ستصير جونا فردا من عائلتهم بالفعل إذا تزوجت أمها والدهم، ثم لو أنها وافقت على طلبها فستعيش بينهم وهذا أمر خلط المشاعر والحسابات كلها في داخل كل واحد منهم.. لكن جونا رمقتها بابتسامة كبيرة وردت : لكن أنا لدي عائلة بالفعل.. لدي أبي وهو يكفيني

ثم ابتعدت لتخرج فظل بصر الأخيرة معلقا فيها منكسرا، حاول زين لأول مرة التدخل على غير عادته لكن شقيقه الأكبر منعه بنظراته فقط.. هذا أمر حساس لا يحتمل تدخل أحد ، غير أن زين شعر بالأسف على نادية ربما لأنه تذكر والدته..

لملمت السيدة نادية أغراضها التي جاءت بها كما لملمت دموعها لتغادر بينما حملق الأشقاء في الفراغ لوقت طويل بعد مغادرتهما.. فخرج سامي أول واحد من صدمته : حسنا.. لم أتوقع هذا

أسامة ـ وما الذي كنت تتوقعه ؟ من التي تترك رضيعها بسبب الفقر ؟

عقب زين في شيء من الحزن : رغم كل أخطاءها مع ابنتها لم أتوقع هذا الرد من جونا.. إنها حتى لم توبخها.. أو تذرف دمعة

لؤي ـ أجل كان ذلك مخيفا.. لأنها صاخبة وثرثارة عادة

وقاطع يزن أكبرهم حوارهم بقوله " يكفي كلاما .. نحن لم نجلي الأواني بعد

""""""

جلست مع والدي عند مدخل المنزل كما اعتدنا أن نفعل عندما كنت طفلة.. أستقبله هناك ونجلس لبعض الوقت وثرثرنا طويلا لا أعلم من أين جاء الكلام.. ثم قلت متفكرة " أبي.. أنت وسيم جدا واتضح أن أمي جميلة كذلك.. فلما لا أملك أي جمال باهر بدوري ؟؟

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن