سر آخر

73 13 2
                                    

تبسمت مسرورة حين اتخذوا أماكنهم ليستمعوا إليها، وقفت أمامهم وشرعت في الكلام بتوتر : إنني مدينة لكم بتفسير.. وباعتذار.. خاصة لزين

رمقها زين بنظرته الرقيقة المعتادة فأردفت : بدأ الأمر في بداية هذه السنة، اجتمعت مع رفاقي وكنا نتسلى كعادتنا فرأينا فتاة.. كانت جميلة... جدا.. أثنى عليها رفاقي لكني خالفتهم، والواقع أني.. شعرت بالغيرة منها ليس إلا..

لم تركز مع ردود أفعالهم المختلفة بل واصلت : بسبب ذلك جاءت فكرة التحدي وكان أن أوقع في حبي ستة شباب قبل نهاية هذه السنة.. وكان ثمن الخسارة قلادتي.. القلادة التي أخذتها مني السيدة نادية... نصحوني أن أبحث عن كل شاب في بلاد مختلفة تجنبا للقائهم مع بعضهم.. لذا كانت أول وجهة لي مصر ولم تكن بدايتي موفقة إذ تبادلنا أنا وحيان الحقائب فور وصولي لهناك..

توجهت الأبصار إلى حيان بينما كانت تقول : لقد عانيت كثيرا بسبب ذلك وأعتقد بأني كنت سأجد طريقة أفضل لو خططت للقائك بالفعل..

تركت حيان يفكر فيما قالت واستمرت في قصتها حتى وصلت إلى جزء اختطاف سامي فكانت تقول : أدركت بأني فاشلة مع الشباب وكبر علي الاستسلام فقررت اتخاذ الأمر رحلة استجمام لحين انتهاء الوقت، حينها صادفت رجالا يطاردون سامي.. كانوا رجالا مساكين بينما بدا شابا طائشا.. فقررت مساعدتهم.. طبعا أدركت بعدها أني ورطته مع عصابة فر منها بشق الأنفس..

هتف لؤي في ذهول" عصابة ؟؟ هذا رائع..

وتمتم سامي" فضحتني الثرثارة..

فأردفت : لا أعتقد بأني كنت لأخطط لإيقاعه في مأزق كذلك.. فقد عذبوه كثيرا، وأعتقد بأنها كانت أول مرة يقتل فيها سامي احدا..

نظر إليه أشقاءه في صدمة لكنه سبق لؤي قبل أن يسأل : قصة طويلة أشرحها لاحقا.. دعها تكمل الآن

قالت : في المحطة الرابعة أطلق علي أسامة النار

أسامة ـ بدوت كمجنون يحمل قنبلة

لؤي ـ واو رحلتك مليئة بالمسدسات

سامي ـ هل مت ؟؟

حيان ـ دعوها تكمل يا جماعة

قالت : كلا كانت رصاصة مطاطية، ألححت عليه بعد ذلك ليوصلني بسبب عدم وجود مواصلات، وكانت الرحلة معه جحيما لا يطاق

أسامة ـ أنا من انفجرت سيارته هنا

لؤي ـ فجَرت سيارتك ؟؟؟

انفجر الأشقاء ضحكا فكتم غيظه لكنها واصلت : بلغ مني اليأس مبلغه، القلادة كانت الأمر الوحيد الذي يمنعني من التوقف.. إنها الذكرى الوحيدة من والدتي.. ولم أستطيع تحمل فكرة خسارتها.. وكنت أفكر بكثافة حين صدمني يزن بسيارته ولا أظن أن أحدا قد يخطط لأن تصدمه سيارة مهما بلغ به الجنون.. لأني شعرت حينها بأنها نهايتي وكلما فكرت فيه هو ابي وقررت  العودة إليه في تلك اللحظة

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن