أنثى أخيرا

83 14 2
                                    

قبل أن تدق الساعة العاشرة بدقائق توقفت سيارة حيان عند المدخل نزلت جونا لكنه كان يملك بعض الشغل فودعها وغادر.. سارت هي نحو الباب لتدخل لكن ما إن لامست يدها المقبض حتى سمعت صوتا يقول فجأة : هل استمتعت بالعشاء ؟؟

فزعت لأول وهلة لكن حين تقدم منها لؤي هدأ روعها.. وضعت يدها على صدرها والتقطت أنفاسها ثم خاطبته بحيرة : ما الذي تفعله في هذه الساعة هنا ؟؟

وقف أمامها يرمقها بنظرة غريبة ورد ببرود : كنت أتساءل.. كيف كان موعدك معه يا ترى ؟؟ إن حيان طباخ ماهر..

ـ عليك أن تعالج فضولك.. سيرهقك كثيرا

وسارت لتدخل غير أنه أمسكها من ذراعها قبل أن تبتعد، حاولت عتابه غير أنها وجدته يرمقها بنظرات جافة باردة وقال : ألن تقدمي لي أي أجوبة ؟؟

يجب أن تكون قوية.. فقالت بحدة : لا يحق لك محاسبتي أيها الولد.. أنت أصغر مني

جذبت يدها من يده وسارت لتدخل غير أنه أمسكها مجددا وجذبها إليه بقوة فتبعثر شعرها على وجهها واصطدمت به رفعت رأسها لتوبخه على فعلته لكنها ابتلعت حتى نفسها حين شاهدت نظراته المليئة بالغضب وقال بحنق : كوني أصغر منك لا يعني أني لا ألاحظ ما يحدث بينك وبين أشقائي.. أخبريني.. ما الذي يربطك بكل واحد  منهم ؟؟ 

ارتفعت ضربات قلبها وتوترها، يجب أن تهرب.. لا يمكنه أن يعرف.. وحاولت التهرب مجددا فدفعته بقوة لعله يفلتها ،لكن تصرفها ذاك كعود كبريت مشتعل وقع داخل خزان وقود، لأنه اشتعل بالفعل فدفعها إلى الحائط خلفها ليلصقها بقوة حتى كاد يحطم ظهرها، تشبث بذراعها بقوة بينما وضع يده على الجانب الآخر حولها.. ثم دنى من وجهها ليقول بغيظ شديد بالكاد يتحكم فيه : لماذا تحومين حول إخوتي بذلك الشكل.؟؟ لماذا يرمقونك بتلك الابتسامات المزعجة كلما تكلمت أو ضحكت أو حتى جلست ساكنة ؟؟ شيء يحدث حولي لا أفهمه.. وذلك يصيبني بالجنون..

لم يخرجها من صدمتها الشديدة من تصرفه سوى ألمها من قبضته لم تفكر في شيء مما قاله بل قالت بقلق : لؤي.. أنت تؤلمني..

لم يستمع.. كان الغضب يعمي عينيه أمرها بحدة " أخبريني.. ما الذي يحدث"

رفعت يدها الثانية لتدفعه عنها لعله يفلتها لكنها كلما قاومت كلما زادته انفعالا " لؤي ما خطبك ؟.. إنك تؤلم يدي..

لم تتوقع أن يدنو بوجهه من وجهها، ما الذي يحدث له ؟ إن عيناه باردة كالثلج لكنها تحمل خلفها بركانا في الوقت نفسه.. إلى أين تذهب ؟ كيف تبتعد عنه ؟

الحائط خلفها ولم يعد يفصل بينهما شيء.. لقد كانت تراه دوما كمراهق متنمر غير ناضج لكنه الآن يقف أمامها كرجل ناضج جدا.. يا إلهي إلى أين يتجه.. ارتفعت حرارتها وتسارعت أنفاسها حين لامست خصلات شعره وجهها ثم دنى أكثر حتى تحسست أنفاسه تلفح وجهها فأغمضت عينيها بشدة لا تعلم أين سيتوقف لو لم يصدر صوت ثالث من بعيد فجأة يقول " لؤي "

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن