ستة قلوب

لا تترك يدي

شيء ما غريب بشأنها ، إنها تبدو تارة مدللة غبية، وتارة طفلة ساذجة ، ثم أخرى مشردة محطمة .. إنها متناقضة بشكل مربك ، لقد تعامل مع الكثير من الأصناف في مشواره المهني لكنها صنف يقابله لأول مرة

أخرجته من تفكيره في تلك اللحظة حين وضعت علبة عصير أمامه فجأة وجدها ترمقه بابتسامة كبيرة ثم رفعت حاجبيها للأعلى والأسفل مرات معدودة وقالت : الآن سأريك مشروبا سحريا

نظر في ريبة فوقفت أمام المكتب ووضعت علبة زبادي ثم أشارت إليهما بطريقة مسرحية كأنما تقدم عرضا سحريا" أنظر ما سأفعله الآن "

زادت ريبته أكثر حين فتحتهما واحتست نصف العصير لتخلي بعض المساحة ثم خلطت معه نصف علبة الزبادي..

أسرع يبعد أغراضه وأوراقه عن طريقها قلقا من أن تلوثها بالمشروبات، بينما خلطت هي المشروبان مع بعض ثم وضعت الخليط أمامه في حماس قائلة : ها هو مشروبي السحري

حدق في العلبة لحظات كثيرة فشجعته بابتسامة منتصرة : هيا جرب خلطتي السحرية.. لن تندم

حمل العلبة بتردد وقربها من أنفه ليتشممها أولا ثم رفع رأسه إليها قائلا بشك : هل أنت.. واثقة ؟

ردت في عتاب : لقد وثقت بك ووضعت حياتي بين يديك.. ألا يمكنك أن تثق بي أنت أيضا ؟؟

تمتم بقلق : إن حياتك لا تزال بين يدي.. وهذا ما يقلقني

ـ هيا جربه..

ـ حـ..سنا

رفعه بقلق بالغ، قرب العلبة من شفتيه ثم ارتشف رشفة ما إن مرت بحلقه إذ به يضع العلبة على المكتب ثم وضع يده على عنقه وراح يسعل بشدة..

نظر إليها بعيون قد برزت من مكانها وقال : عرفت أنك تخططين للانتقام

حملت العلبة في حيرة وهي تقول : أنا أشرب هذه الخلطة منذ..

ثم رفعتها لتحتسيها دفعة واحدة غير أنها بصقتها كلها وأخرجت لسانها تردد : إنه مقرف..

ثم حملت العلبتين لتتفقدهما فأدركت بأنها أخطأت في نوع واحد منهما، رمقها بنظرة شرزاء فعقبت : سأعيد الخلطة.. تعال معي

ـ ماذا ؟؟

ـ هيا، ليس لدي نقود.. صرفتها كلها في علبتك

ـ لكني لم أشرب شيئا.. فتقدمت لتلف ذراعيها حول ذراعه وتتعلق به في إلحاح : هيا.. لا تكن بخيلا أنت طبيب..

ـ لـ.. لكن لما علي أن آتي معك

ـ لأني تعبت من الذهاب والمجيء.. هيا نشرب هناك