لقاء رب البيت

73 16 2
                                    

سحب زين شقيقه بعيدا وكان يتأوه بطريقة مضحكة حين أفلته صاح قائلا : لماذا.. ما الذي فعلته أنا ؟

ـ ما فعلته أنك أرعبت ضيفتنا، كنت تحدق فيها كأنها قطعة حلوى

ـ لقد كانت نائمة على سريري

ـ تحدثنا البارحة في هذا الموضوع واتفقنا على أنك ستترك غرفتك لها

ـ و أظنني لم أكن موافقا، هناك مائة غرفة في المنزل لما تأخذ غرفتي ؟

ـ لأن تجهيز غرفة سيستغرق وقتا..

ـ يمكننا أن نتشارك الغرفة معا.. أنا وهي..

أمسكه من أذنه مجددا فهتف يردد : كنت أمزح، كنت أمزح

لم تخرج جونا من تلك الغرفة للحظة واحدة منذ أغلقت على نفسها الباب بإحكام.

كان زين في المطبخ مساء ذلك اليوم يعد العشاء يرتدي مئزر الطبخ وكان يعمل ببراعة محترف.

دخل عليه حازم في غمرة انشغاله ،اتجه نحو الثلاجة راح يتطلع في داخلها قائلا وهو يتظاهر باللامبالاة : أرى أن صديقتك لم تخرج من غرفتها حتى الآن..

رد زين في انشغال : ولا أظنها ستفعل بعد الصدمة التي سببها لها لؤي فاستطرد حازم : حسنا.. هل يمكنني أن أساعد بشيء ؟

بالرغم من أن زين استغرب قوله إلا أن انشغاله منعه من التمعن في الأمر فأجاب وهو يقطع الجزر بخفة : يمكنك أن تجهز المائدة

فسار حازم لأمره.

عندما دقت الساعة السابعة صدرت طرقا خفيفة على باب غرفة جونا ففتحت بعد تردد كبير وشعرت براحة كبيرة حين كان يزن الطارق وليس أحد الآخرين..

خاطبها بلباقة : العشاء أصبح جاهزا.. انزلي لنتعشى

ـ نتعشى ؟؟؟

اشتد ارتباكها ولم تعرف ما تفعل، فردت بحروف مبعثرة : سآ..تي .. سآتي بعدما أغير ثيابي

رد " حسن.. سننتظرك في الأسفل "

كان الأشقاء السبعة يجلسون حول تلك المائدة الطويلة الخشبية، مفروش فوقها غطاء تول أبيض يتدلى من حوافه زخارف تول زرقاء مرتبة فوقها الأطباق يتوسطها شمعدان واحد فضي
عم الصمت بينهم لا أحد ينطق أو يتحرك وطال الأمر حتى نطق لؤي متذمرا منزعجا : لكن.. إلى متى سننتظر؟

أجابه الدكتور يزن بهدوء : إلى أن تحضر ضيفتنا

ـ لا يبدو أنها ستحضر وأنا أتضور جوعا

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن