نزلت من الطائرة هذه المرة متشبثة بحقيبتها وحجزت في أفخر فنادق سوريا لتعوض عن الأيام الفائتة ،جلست في شرفة جناحها الفاخرة تتأمل منظر العاصمة دمشق من الأعلى.. بدت كقطعة من أرض الأمجاد .. آثار الحضارات العريقة واضحة في ملامحها .. قطع سبب مجيئها الأساسي إلى هنا تأملها .. يجب تفكر في خطوتها التالية " لقد فات شهر من وقت التحدي دون أن تحرز أي تقدم "
تأملت المكان حولها وفكرت مجددا " إنه مكان يعج بالأثرياء.. ستكون الفرائس هنا صعبة.. يجب أن تجد مكانا آخر تصطاد فيه "انتقلت مباشرة نحو مقهى بسيط وسط المدينة ،جلست أمام المشرب وناولها النادل كأس قهوة بالحليب فراحت تحتسيها وهي تتأمل الموجودين، ولم يكن هناك الكثير على أي حال فمرت دقائق دون جدوى خاطبت نفسها بفروغ صبر: توقعت أن أجد هدفا سهلا هنا لكن لا يوجد شاب واحد..
أطرقت لحظات ثم عقبت : ستة ؟؟؟ ما الذي كنت أفكر فيه
اعتدلت أخيرا لتضع ورقة نقدية أمام كوبها الذي لم تنهه وشرعت في الوقوف فإذا بصوت هادئ يقول: الأسماك الكبيرة تخرج ليلا..
نظرت إلى صاحب الصوت " شاب في العشرينات ذا عيون زرقاء كلون البحر وشعر طويل أشقر يصل منتصف الظهر يجمعه كله للخلف فرت منه خصلات انسدلت على كتفيه ، وجهه الحاد كأنما كان منحوتا حواجبه عريضة رسمت تفاصيل وجهه طويل القامة معتدل البنية يرتدي سروالا أسود وسترة قرمزية غامقة بدون أكمام تخص موظفي ذلك المقهى تحتها قميص أبيض يثني أكمامه كاشفا عن عضلات مرفقه الكبيرة.. بدا لها كشخص من القصص الخيالية لجماله الصارخ الذي يعمي العين، لكنها لم تركز مع جماله بل مع كلامه.. سألته مستفهمة : معذرة ؟؟؟راح يجهز طلب زبون آخر وهو يخاطبها قائلا: يمكنك أن تجدي ضالتك هنا مساءا
وضعت يدها على فاهها حين استوعبت الأمر وقالت بحسرة وخجل: هل كنت أفكر بصوت مسموع..؟؟
ـ لحسن حظك أني الوحيد المتواجد حولك
راحت تلعن عادتها السيئة هذه ثم توجهت إليه بالحديث بشكل جدي: الأمر ليس كما تعتقد
رمقها بنظرة جانبية ساحرة ورد: لا داعي للخجل يا آنسة.. أنا لا أحكم على العازبات اليائسات.. يمكنني أن أساعدك حتى
ـ هه كيف يمكنك أن تصفني بهذا الوصف المسيء
ـ لا أرى أي إساءة.. اليأس يمكن أن يصيب أي أعزب
ـ أنا لست عازبة
ـ ماذا ستفعلين بالشاب إذا ؟ هل ستطبخينه على العشاء
وقفت من مكانها غاضبة تقول: ما هذا الموظف الوقح.. سأقوم بتقديم شكوى لمديرك ،سأحرص على طردك من هذا المكان
أنت تقرأ
ستة قلوب
Adventureعندما تعيشين طول حياتك بدون حب ثم فجأة.. يقع في حبك ستة.. ترى هل يمكن ان يحدث هذا ؟؟