لمَُ شمل العائلة

91 16 4
                                    

استعاد زين وعيه بعد انخفاض ضغط دمه بشكل مفاجئ وخطير، لكنه رفض البقاء في المستشفى لحظة أخرى فأعاده حيان وسامي اللذان لازماه في وعكته وحين عادوا وافاهم أسامة وحازم ثم يزن الذي أنهى المعاملات الورقية بعد خروج شقيقه ،حين تجمعوا فاجأهم كثيرا وجود العشاء جاهزا على المائدة ، وقفوا بعيدا كلهم يحدقون في لؤي الذي وقف هناك بحيرة " هل هو من أعد الطعام ؟ إنه لم يطهو من قبل.."

تفاجأ بدخولهم لكن حيان اقترب متسائلا : هل أنت من أعد الـ...

قاطعهم دخول جونا في تلك اللحظة حاملة بعض الأطباق تخاطب لؤي : لماذا تأخرت.. أسرع لـ...

ابتلعت ما كانت ستقوله حين وجدت الجميع هناك ولم يكونوا أقل فجأة منها، لكنها تأملت زين.. إنه يبدو شاحبا مرهقا، ترى هل هو بخير الآن ؟؟؟

لكن حيان قال بقلق : إذا كنت أنت من طها فهذا أسوأ

أخفض لؤي بصره محرجا من أخيه، فلاحظ زين ذلك وسأله بلطفه المعهود : لؤي.. ماذا هناك ؟

رد بصوت مضطرب : يفترض أن تكون غاضبا مني.. لم أكن بجانبك في أزمتك

ـ لم يكن شيئا كبيرا لذا لم يزعجني غيابك لا تقلق

فعجز لؤي عن التعبير عما شعر به، إن شدة الحزن هي ما منعه من زيارته لكن زين لم يفهم ذلك.. ليته يفهم كم أن شقيقه قلق عليه..

هتفت جونا في هذه اللحظة قائلة : أنت لم تره.. لقد كان يبكي منذ الصباح

فوجئ زين بشدة لكن لؤي التفت إليها غاضبا محرجا " غير صحيح "

ـ لم يتوقف حتى سال أنفه لشدة البكاء

ابتسم زين لرؤيتهما يتشاجران لكن صوتا قاطع الجو المرح فجأة ليكسره " ما الذي تفعلينه أنت هنا.. على أي حال ؟"

توجهت الأبصار نحو يزن الذي تكلم بقول جاف على غير العادة.. لا أحد يعلم بأنه ممتعض منها بسبب مغادرتها بذلك الشكل.. حتى هو.. إنه يجهل سبب غضبه منها وهو لم يكن يغضب من أحد.

ردت في ارتباك: كنت.. أعني.. جئت للاطمئنان على زين.. كنت مغادرة فورا

ونزعت المئزر عن خصرها ثم كادت تخطو إذ بيد لؤي تمتد إلى يدها فجأة، حدقوا فيه جميعا يمسك معصمها بإحكام لكنه قال بثقة : ستبقى هنا.. ستعود لتسكن معنا..

دب صمت حاد بعد قوله كسره زين الذي تقدم من المائدة قائلا : دعونا نأكل

جلس على كرسيه ولم يجرؤ على النظر إلى أشقاءه ، كان يعلم بأنهم سيغادرون ،أغلبهم قد جهز حقائبه بالفعل.. لكنه صدم حين تقدموا واحدا تلو الآخر ليجلسوا حول المائدة، أفلت لؤي يد جونا ليجلس فتقدمت بدورها لتتخذ مكانها قائلة بحماس : أعطوني رأيكم.. إنها المرة الثانية التي أطبخ فيها

ستة قلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن